ثلاثون عاماً بل ثلاثون درة بجيد الليالي ساطعات زواهيا |
بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود طاب للزميل الأستاذ المربي عبد العزيز بن حسن الحسينان مدير مدرسة خزيمة الابتدائية ونائب رئيس النادي الرياضي بمحافظة حريملاء أن يخلد إلى الراحة، حيث طلب الإحالة للتقاعد مبكراً، وقد وافقت إدارة التعليم بمنطقة الرياض بعد تردد على قبول طلبه لعلمها بمكانته التربوية وبسمعته المعطرة بالثناء، فقامت مشكورة بتكريمه مع نخبة من التربويين ورواد النشاط المدرسي المميزين قبل أيام قلائل فنال درعاً وشهادة تقديرية باسمه في حفل بهيج أقيم في مركز الإشراف التربوي بوسط الرياض، وفي هذا اليوم المشرق يوم الاثنين 22-4- 1426هـ أقامت هيئة التدريس والهيئة الإدارية بمدرسة خزيمة بن ثابت مأدبة غداء كبرى بمبنى (الميناء) بحريملاء تكريماً وتوديعاً لذلك الرجل المخلص في أعماله، حضره لفيف من الموظفين ومن مديري مدارس المحافظة يتقدمهم مدير المعهد العلمي فضيلة الشيخ ناصر بن عبد العزيز الداود، وبعض رؤساء الدوائر الحكومية هناك، وقد تخلَّل ذلك الحفل بعض القصائد الشعرية، والكلمات المؤثِّرة التي تحمل في ثناياها الشكر والتقدير له، والتأسف على خلو شخصه من تلك الإدارة المحلاة جوانبها بالشهادات التقديرية والكؤوس اللامعة.
وأحسن الحالات حال امرئ تطيب بعد (التقاعد) أخباره |
حقاً إن غياب الأستاذ عبد العزيز بن حسن الحسينان عن تلك المدرسة سيحدث فراغاً تربوياً من غير قصور فيمن سيخلفه، ونرجو أن يكون خير خلف لخير سلف، وكان لكلماته المؤثِّرة التي ألقاها في حفل توديعه شاكراً ومقدراً لزملائه على حفاوتهم وتكريمهم إياه بالغ الأثر في نفسه، وفي نفوس الحضور الذي أبدوا الأسف على بعده عنهم وغيابه عن الساحة التربوية، فلقد ترك في خواطرهم وبين جوانحهم، وفي نفوس طلابه محبة صادقة لا يمحوها ماح. أجل لقد كان يدير عمله بكل إخلاص وحسن تعامل مع زملائه وأولياء أمور تلامذته طيلة مكثه مديراً لتلك المدرسة النموذجية في الانضباط وفي النظافة العامة والتعاون التام بين أسرتها التي كثيراً ما تحوز قصب السبق في مجالات عدة من الأنشطة المختلفة، وفي التحصيل العلمي المستمر مدى تعاقب الفصول الدراسية. والأمل كبير في أبي بندر الاستمرار في عطائه وأن يكون على صلة بزملاء العمل، وأن يمنحهم النصح والحث على قوة الترابط والتكاتف فيما يخدم مصلحة المدرسة وتربية النشء تربية صالحة، محذِّرين عن قرناء السوء كي يسعدوا في قابل حياتهم وأن يكونوا قدوة حسنة لمن بعدهم.
وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى |
|