Tuesday 7th June,200511940العددالثلاثاء 30 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

بعض النقاط للقضاء على المحسوبيةبعض النقاط للقضاء على المحسوبية
حمد عبدالرحمن المانع - الرياض

تتكئ المحسوبية على الواسطة المذمومة، وتعبر من خلالها أي تضع الشخص غير المناسب، في موقع لا يستحقه، وليس جديراً به، وفق صلة قرابة أو معرفة بالمسؤول المخول للاختيار، ما أفضى بطبيعة الحال إلى تعيينه في هذه الوظيفة أو تلك، ما يعتبر تجاوزاً واختراقاً للنظام، ولن يلبث أن ينكشف المتوسط له، لأن قدراته ومهارات لا تؤهله للقيام بمسؤولية هذه الوظيفة، وهذه بلا ريب مسألة في غاية السوء، لأن الأمر برمته يندرج في نطاق الظلم، حينما استبعد آخرين طبقاً لهذه الاعتبارات المحزنة والمؤذية في ذات الوقت، في انتفاء للإنصاف من جهة وإخلال للأمانة من جهة أخرى، وإن تم تلوين العملية من مقابلات شخصية ومفاضلة لا تعدو عن كونها شكلية، فيما تدار المسائل من الداخل، والنتيجة محسومة سلفاً، وفي تقديري بأن الحل للقضاء على الواسطة والتي ما برحت تركل المؤهلين خارجاً، وتبقي القريب أو الصديق يكمن في تفعيل الدور الرقابي في تنفيذ الأنظمة بالصيغ الصحيحة المقبولة، والقضاء على هذه الآفة، أمر تكتنفه الصعوبة، لأنها أي الواسطة لا يمكن أن ترك دليل إدانة إلا أنها وبكل أسف تنخر في الأمانة، لأن وقوع الظلم، يعد مؤشراً على غياب الأمانة، وبما أن الرقابة بهذا الصدد لا يمكن أن تثبت تجاوزاً حيث إن كل شيء نظامي، بل إن اللجنة التي ستقابل وتحدد التقييم وفقاً للمعايير المنظمة لهذا الشأن، قد تتعرض هي الأخرى لضغط معنوي، أو محاباة المسؤول لأن المعضلة تكمن في معرفة المسؤول لهذه اللجنة التي ستشكل لتنفيذ هذه المهمة، وللحد من آثار هذه الآفة التي ما فتئت تمرر أقسى أنواع القهر للمؤهلين، فإني أوجزها في هذه النقاط:
1- تنوع التشكيل في اللجان المناط بها أداء هذه المسؤولية بمعنى أن يكون التشكيل من قطاعات وأقسام مختلفة وأن تبقى في غاية السرية، ومن هنا فإن عامل الوقت لن يسعف من يرغب في تمرير التجاوز.
2- أداء القسم من قِبل مسؤولي اللجنة بأن يتم الاختيار والتقييم بكل أمانة ونزاهة وموضوعية وصدق.
3- تفعيل عملية التنقلات، في الدوائر والجهات أي أن المسؤول لا يبقى متربعاً، في موقعه ما يتيح له معرفة كل كبيرة وصغيرة، لأنه قطعاً وخلال هذه المدة الطويلة، سيهيمن على كل شاردة وواردة في القطاع ولاسيما أن في عملية التنقل تطوير وتجديد وتغيير دماء، بل إنها ستقتل عامل الرتابة والملل والروتين، إذ إن لكل مسؤول استراتيجية معينة إزاء إدارة دفة الأمور.
4-رسالة إلى كل من يرغب في التوسط، ادرك يا أخي الكريم شهامتك، ووصلك لأقربائك وأصدقائك ومعارفك، ولكن لا يكون هذا على حساب أمانتك التي ستسأل عنها يوم تشقق السماء بالغمام، وإذا كنت لا محالة سائراً في هذا الطريق فعلى أقل تقدير احرص على ألا يكون في هذا الأمر أذية لأحد وهذا الجانب هو أخطر ما في الأمر، لأن من ساهمت توصيتك البائسة في إزاحته عن موقع يستحقه لن يبرح أن يدعي عليك في جوف الليل، وخصوصاً في مسألة التوظيف لأنها تعتبر تجنياً وقطعاً للأرزاق، ولا إخال إنساناً بشهامتك وحبه للفزعة يقبل هذا الأمر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved