د. أحمد جويلي الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية:
الاتحاد العربي للأسمدة يلعب دوراً مهماً في تحقيق التكامل الاقتصادي

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
تحتل صناعة الأسمدة العربية مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، حيث تمثل صادرات الشركات العربية من الأسمدة وخاماتها ما بين 20: 70% من إجمالي صادرات العالم وطبقاً لتقارير الاتحاد العالمي للأسمدة فإن الطلب العالمي على الأسمدة سيرتفع من 145.5 مليون طن العام الماضي إلى 149 مليون طن ويمكن أن تكون صناعة الأسمدة العربية عاملاً وقاطرة للإسراع بإنشاء السوق العربية المشتركة والتي ستنعكس على زيادة نمو هذه الصناعة في ظل التحديات العالمية المتمثلة في الاتفاقيات البيئية الدولية خاصة اتفاقية بازل لنقل المواد الخطرة عبر الحدود واتفاقية مونتريال للمواد الضارة بطبقة الأوزون واتفاقية كيوتو للتغيير المناخي.
الخبراء يؤكدون أن صناعة الأسمدة من أهم عناصر الإنتاج وتلعب دور أساسياً في التنمية الزراعية وزيادة الإنتاجي الزراعي في الدول العربية وتحتل صناعة الأسمدة مكانة متميزة على المستوى العالمي، حيث تمثل صادرات الأسمدة بكافة أنواعها من 6 - 75% من إجمالي التصدير العالمي وتحقق الدول العربية فائضا تصديريا من الأسمدة الكيماوية وبالرغم من وجود تباين بين الدول العربية في إنتاج الأسمدة إلا أن المجال متاح للتوسع في صناعة الأسمدة ولتوفير الاحتياجات العربية.
ويؤكد الدكتور أحمد جويلي أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن دور الاتحاد العربي للأسمدة مهم في تحقيق التكامل العربي الاقتصادي فقد تم الانتهاء من مراحل التحرير الكامل للتبادل السلعي بين الدول العربية من خلال البدء بتطبيق منطقة التجارة الحرة الكبرى التي تضم حتى الآن سبع عشرة دولة عربية وافقت على إزالة كافة القيود الجمركية وغير الجمركية على التبادل التجاري فيما بينها بدءاً من مطلع هذا العام وهو أكبر إنجاز حققه العرب وخطوة مهمة نحو التكامل الاقتصادي والوحدة الاقتصادية العربية. وأشار الدكتور جويلي إلى أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وضع استراتيجية للتكامل الاقتصادي العربي للعقدين القادمين واعتباراً من 2006م سيتم الإعلان عن قيام اتحاد جمركي بين الدول العربية على مراحل تمتد حتى عام 2015، حيث يتم توحيد الرسوم الجمركية في الدول التي ستقبل الانضمام إلى الاتحاد ومن الفترة 2015 حتى 2020 سيتم الإعلان عن قيام السوق العربية المشتركة والتي تسمح بانتقال العمالة ورؤوس الأموال وتسمح بمزيد من تنسيق السياسات العربية مع بعضها البعض ومنها السياسة المالية والنقدية وإقامة منطقة استثمارية عربية ومنطقة تكنولوجية عربية ومنطقة مواطنة عربية.
وأعرب الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية عن أمله في التوصل إلى اتفاقية لتحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية وطالب بزيادة النشاط الإرشادي بحسن استخدام الأسمدة لزيادة الإنتاجية الزراعية وذلك عن طريق تعزيز التعاون والتكامل مع المنظمات والهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بصناعة وتجارة واستعمال الأسمدة للمساهمة في محاربة الفقر والمجاعة وتحقيق الأمن الغذائي العالمي بالإضافة إلى العمل على تشجيع التكامل الصناعي بين الدول الأعضاء في مجال هذه الصناعة وصولا إلى بناء قاعدة صناعية متكاملة لصناعة الأسمدة العربية ورفع مستوى التبادل التجاري لمدخلات ومنتجات الأسمدة إلى جانب السعي لإنشاء المراكز المتخصصة لنقل وتوطين التكنولوجيا الصناعية.
وأضاف الدكتور شفيق الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي لصناعة الأسمدة أن المنطقة العربية تنفرد بأكبر مخزون عالمي، حيث يصل الاحتياطي من الغاز الطبيعي 30% وخامات الفوسفات 70% من المخزون العالمي وكلاهما يشكلان عصباً لصناعة الأسمدة الفوسفاتية والنيتروجينية وقد سعى الاتحاد إلى رفع مستوى التنسيق العربي المشترك في مجال صناعة الأسمدة واستغلال خاماتها بالإضافة إلى تبادل الخبرات الفنية التراكمية وتكنولوجيا صناعة الأسمدة وتوظيفها في خدمة الشركات العربية.
وأشار إلى أن صناعة الأسمدة تسهم في خفض البطالة، حيث تعد من الصناعات التي تتطلب الأيدي العاملة كما تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي والغذائي وتضييق الفجوة الغذائية ومحاربة المجاعة في العالم.