Tuesday 7th June,200511940العددالثلاثاء 30 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

سيرة.. قلم!!سيرة.. قلم!!

* كم هو جميل أن يناقد قلمك في يدك وهو ينعم بدفء أحضان أناملك وأنت تخط به حروفا وكلمات وجملا تحمل فكراً ومفاهيم ذات قيمة ومعنى فتثري بها الساحة الأدبية والثقافية، وترسم بها أيقونات فكرية يهتدي بها.
* ولكن تخيل أنت في غمرة سمو معاني ما تكتب أن يتمرد عليك قلمك. ناسياً. أو متناسياً أنه يرتشف مداده من محبرة عقلك، وقد غاب عن باله أنه مجرد آلة لا حول لها ولا قوة إلا إذا كانت بين أناملك متجاهلاً بقصد أو بدون قصد أنه لا يدرك مفاهيم ولا معاني ما يكتب.
* تخيل.. لو غرز قلمك قدميه في منتصف السطر. وأخذ يخاطبك بثرثرة لا يستطيع فهمها أو فك شفرة معانيها حتى من ثقافته ثقافة الكتاتيب. الذي هو أعلى مؤهل منهجي قد يحصل عليه في حياته.
* تخيل.. إن قلمك من شدة غيرته من عذوبة ما تكتب انتفض متغطرساً في يدك ناقداً ومدعياً أن لديه ثقافة تضاهي ثقافتك إن لم يتفوق عليك بها، وهو يتفلت من بين أصابعك، ويبتعد عنك ثم تراه يخرج من (قمقمه) ويقذف بنفسه من نافذة الغرفة التي كنت تجلس بها. فهل يا ترى ستأسف عليه؟؟
أعتقد.. لا..نعم يا له من قلم غيور متغطرس لا يجيد إلا ثقافة الجهل وأمية الفكر.
أدب.. وذهب!!
* دائما الكاتب يحاول أن يصنع ما بين اللفظ والمعنى مفهوما يكون واجهة لملمح أدبي مشرق يتفرد به وبرؤية تكون درجة (الزوم) فيها متفاوتة كمقياس لمعنى كلمة أشعل فيها روح حسه وأوشحها بمصداقية أدبيات فكره ليسهل مرورها إلى فهم القارئ الذي يجد فيها غايته.فيتخذه من ذروة إلهامه نبراساً ومن سنام تجليه صهوة لخياله.. بلا رسن.. ولا لجام.. فيحلق في فضاءات سماع الابداع طمعاً منه أن يلامس نجومه لينتزع منها.. حبات الماس الفكر.. ليزين بها شذور ذهب الثقافة والمعرفة.فالكاتب وصائغ الذهب وجهان لعملة واحدة.لأن صائغ الذهب عندما يريد سبك ذهبه يخلطه بمعدن آخر بمقاييس ومعايير متفاوتة ليحدد بذلك عياره لأن لكل ذهب عيارا ولكل عيار.. ذواق.. وقيمة.. ومقتن..
رسالة من القصيم!!!
* يسأل الأخ صالح.. هل لمثل هذا القلم شبيه على أرض الواقع؟؟؟
لا.. لا أعتقد أن لمثل هذا القلم شبيها على أرض الواقع.. وإن وجد شبيه له فلا تنتظر منه إلى أن يقذف بنفسه.. بل اقذف أنت به بنفسك.. ليعود إلى وحل أمية (المنقع) الذي خرج منه أصلا، ولن يجد أحداً مرة أخرى يأخذه بيده ويعيده للساحة.
(فالمثل يقول كيف إذا شاب يؤخذ إلى الكتاب).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved