Tuesday 7th June,200511940العددالثلاثاء 30 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

في ملتقى الأدباء الشباب برابطة الأدب الإسلامي العالميةفي ملتقى الأدباء الشباب برابطة الأدب الإسلامي العالمية
النثر ينافس الشعر والتفعيلة تتقدم على العمودي

* الرياض - شيخة القحيز:
عقد المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض الملتقى الأخير لإبداع الأدباء الشباب لهذا الفصل الذي يديره المسؤول الإعلامي بالمكتب ويشرف عليه مجموعة من أدباء ونقاد منهم: د. حسين علي محمد، ود. صابر عبدالدايم، ود. وليد قصابن ود. سعد أبو الرضا، ود. أحمد السعدنين وجميعهم أساتذة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد أشرف على الملتقى الأخير الناقدان د. سعد أبو الرضا، ود. حسين علي محمد، وشارك فيه حشد من الأدباء من خلال نصوص متنوعة، وحوارات جادة مع جمهورهم.
سجدة الروح
شدا الشعراء الشباب بملتقاهم الأدبي هذا خمس قصائد هي: لمحمد حسن العجيل، وجميل الكنعاني، وبدر الحسين، ونزار شهاب الدين، وأمير رمزي، ولعل قصيدة (سجدة) للشاعر نزار شهاب الدين هي قصيدة الملتقى بلا منازع، إذ استطاعت أن تأسرنا بفضائها العابق بشذى السجود، وصورها الفنية الراقية، ودلالات ألفاظها، وإيقاعها الشفيف، فترانا نشدو معه:
(يرتدي الحب معطفي
أتدفأ!
يعزف الغيم نبضه في وريدي
يبسط العشب وجهه للسجود
بينما كنت بالشذى
أتوضأ!)
وألقى محمد حسن العجيل قصيدة متدفقة بعنوان (ذكريات وكفى) تقبض على جمرة المعاناة، وإيقاع الكلمة المشحونة بهموم أمتنا الإسلامية، إذ يشاركنا أول مرة بملتقى إبداع الشبابن ويجلو لنا الكثير من أشجانه.
المحيط الغاضب
وتأتي قصيدة الشاعر بدر الحسين: (المحيط الغاضب) لتعيش مع أوجاع المسلمين في إندونيسيا إذا أسفر المد البحري عن أكثر من ربع مليون قتيل فتجده يستحضر القدرة الإلهية العظيمة، وليعود بنا إلى حكمة الله ورسائله إلى البشرية التي ما زالت في غيها وإعراضها عن نهج الله:


الله أكبر هاجت الشطآن
وزلزلت من خلفها قيعان
الله أكبر زمجرت من هدأة
ألحانه فاستنجد القبطان
مثل الجبال تدافعت موجاته
وتغلغلت فتدمر البنيان

لقد وفق بدر الحسين في تحريك مشاعرنا وأحاسيسنا مع بداية قصيدته، ليجعلنا نصغي إليه مع (التكبير) الذي شدنا، وملأ نفوسنا دهشة وعجبا، لا سيما أنه قد كرره في بيتين متتاليين، وحفلت القصيدة بصور إبداعية جديدة مشحونة بكثير من الأسى، وأخيرا ينتقل بنا لنؤوب إلى الله، ونتعظ بما جرى هناك:


أتراك خلت الأرض مثلي محشرا
فبكل شبر قد قضى إنسان؟!
أهي القيامة أم رسالة قادر
أم موجة قد مدها الكتمان؟!

أما قصيدة (اعترافات عاشق عربي) للشاعر أمير رمزي فهي تحلق في فضاء فلسطين الأبية، والقدس الأسيرة منذ أكثر من ثلاثين عاما، واستطاع أن يشعل جراحنا من خلال صوره الشعرية الحية، ولغته النازفة، وتشخيصه المدهش للمكان الذي يستحضره في كثير من مقاطع القصيدة!


الآن عدت حبيبتي لمدائن الذكرى
وللزمن الممزق والعذاب
الآن عدت تفودني عيناك والدمع
المسافر في متاهات الغياب

ويؤكد شاعرنا ارتباطه بمحبوبته القدس راسما لها صورة جميلة من عمق الطبيعة في رومانسية مغرقة فيشدو لها:


أنسى ولكن كيف ينسى من تعلم
لا يفرق بين جسمك والنخيل
هيهات ينسى من تعلم لا يفرق
بين ليل القدس والشعر الطويل

واحات مزهرة
ولم يكن النثر في ملتقى الأدباء الشباب أقل جودة، فقد عدت قصة (وكان اللقاء) - للقاص محمود حسين - من أجود القصص لهذا الكاتب، كما دلت على تطور ملحوظ في تجربته القصصية التي لم تكمل عامها الأول، والذي استطاع أن يمتلك الكثير من أدواته الفنية، فجاءت قصته قادرة على إمتاعنا من خلال تداعياتها وتداخلها مع الأنواع الأدبية الأخرى، ولجوئها إلى التحليل النفسي الذي منحها وهجا وجمالا مؤثرا في وجدان القارئ.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved