الذي له في اللغة العربية حس يتذوق به ما يقرأ مما هو مكتوب وما يسمع من كلام ملفوظ تكون له ملاحظات كثيرة على ما تشتمل عليه من أخطاء لغوية ونحوية. والذي يتتبع القنوات الفضائية العربية يجد المذيعين فيها يلتون ويعجنون في اللغة العربية، فرفع المضاف ونصب الفاعل ورفع المجرور شيء مستبسط في ألسنة كثير منهم ولا أنسى في هذه الملاحظة بعض أقوال بعض الأئمة والخطباء فإنهم وبالرغم من أنهم يقرأون شيئاً مكتوباً يخطئون أخطاء فاحشة تجعل المرء لا يتابع موضوع الخطبة لأنه ينصرف بحسه إلى تصحيح ما يسمعه من الخطأ، وقد يتساءل قائلاً: كيف يجرؤ هذا الإمام على الوقوف على المنبر أمام هذا الحشد من المصلين الذين من بينهم المثقف والعالم والمتعلم ومن له سليقة يدرك بها الأخطاء اللغوية والنحوية. وإذا أردنا أن نخفف وطأة هذه الملاحظة وننصرف بالكلام إلى وجه آخر فإن هناك تحذير من صناعة لغة ليست بالعربية ولا الإنجليزية بل لا تنتمي إلى أي لغة في العالم، إنها لغة نصنعها الآن مع العمالة الوافدة إلينا، فمحاولة تعريبهم تلتقي بمحاولة تعجمينا من قبلهم فتتحد تلك المحاولة على صناعة لغة لا أصل لها بين لغات العالم. ومما يحسن الاستشهاد به على جوهر هذا الموضوع قول الشاعر الجازاني المعاصر عيسى بن علي جرابا: عرب يقال لنا ولكن لم يزل ترتج في أفواهنا الإعراب هذا البيت قصيدة للشاعر المذكور، نشرت في الملحق (الثقافية) بجريدة الجزيرة الاثنين 11 صفر 1426هـ.
|