كتبت - وكتب غيري وهم كُثر - أن قناة (الحرة) مشروع سياسي أمريكي موجه للعرب والمسلمين، وهو امتداد للوجود الغربي الإعلامي، ابتداء بهيئة الإذاعة البريطانية (1934)، مرورا بصوت أمريكا (1942).. جاء المحتل إلى منطقتنا بإعلامه بعد أن انتشر بجنوده، ليس لتجميل الوجه الأمريكي القبيح فقط بل - وهو المهم - لتسويق الثقافة الأمريكية - والترويج لمصطلحات (الحرية) و(الليبرالية) و(العدالة) و(حقوق الإنسان) التي تزامن تصديرها مع اغتيال المسلم في أفغانستان والعراق، وتعذيب الإنسان في (أبو غريب) وتدنيس المصحف الشريف في (جوانتانامو).
نفهم ذلك كله..
وندرك أن هذه القناة تمول من البيت الأبيض بمخصصات مالية بدأت بمبلغ 62 مليون دولار.
ونتذكر مقولة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في 26 أكتوبر 2003م (ينبغي علينا للانتصار في الحرب على الإرهاب أن ننتصر أيضا في حرب الأفكار)!
ونعلم أن هذه القناة لا يمكن أن تحقق أهدافها وتغذي برامجها ما لم تسخر لها جيشاً من (أبناء المنطقة).. يوالونها، وينحازون إليها.. وينفثون من خلالها أنفاسهم المتأثرة بالثقافة المستوردة..
وكذلك فعلت..
وجدت القناة من بيننا من يتحدث عنها بالنيابة.. بل كان أولئك أبلغ في العبارة.. وأفحش في القول.. وأسوأ في الغاية.. وأنكى في المكيدة..
تموجاتهم في الطرح.. وتقلباتهم في النظر.. وراؤهم في التنظير تنبئ عن تمرد دفين وولاء لفكر قديم.
شواهدهم في الولاء (عبر الأثير والفضاء) أكثر من أن تحصى.
هناك من يتحدث عن (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ويصفها بأنها جهاز تجاوزه الزمن، ستطأه عجلة الإصلاح.. ثم يتلاشى ويندرس!!
ويُفتي بأن رجال الهيئة رجال شدة وعنف.. لا يعرفون الدعوة، حيث لا مجالات ولا كتب ولا كوادر تقوم بهذه المهمة.
في نظره: (جهاز الهيئة تضخم مع تضخم فكر الصحوة)!!
ويشرح: (هذا الفكر هو غذاء ذلك الجهاز، وبالتالي تضخمت الأجهزة التي تتذرع بالمسألة الدينية).
يرى ذلك (المثقف) - الذي اختارته (الحرة) - أن الهيئة بارعة في الدعاية لإنجازاتها.. فخبر الكشف عن وكر للمخدرات.. يعد عملاً روتينياً.. لكن المنتسبين للهيئة يعلنونه في أكثر من جريدة!
يتحدث بكلمة (أعتقد)، عندما سأله المذيع: هل يرغب المجتمع السعودي في التخلص من الهيئة؟؟
خاتمة تشي بدلالات كثيرة!!
| 
"مقـالات"