هناك وقت فراغ واسع جداً عند الطلبة الذين ينهون فترة الاختبار اليومي تبدأ أحياناً من الساعة التاسعة إلى نهاية اليوم، هذا الوقت الذي تكون فيه المدرسة مشغولة بمتابعة لجان الاختبار يكون الطلاب من جهة أخرى في وقت فراغ تبزغ فيه معظم الأفكار السلبية أقلها التفحيط، وما دام أن الطالب قد ملك (الصحة والفراغ) فإنه في تلك اللحظة وتحت غرور هاتين الصفتين اللتين يغبطه عليهما الكثير من الناس، في تلك اللحظة قد يتجه نحو سلوك يؤثر عليه سلباً وعلى غيره من الطلاب بصورة تتكرر طوال أيام الاختبارات التي تستمر أسبوعين. ورغم قدم هذه الظاهرة وتكرارها سنوياً إلا أن المسؤولين لم يضعوا نظاماً يضبط العملية ويصحح مسارها، فمازال كثير من الطلاب بعد نهاية فترة الاختبار (يتقاذفون) بالبيض، ويفحطون بالسيارات، ويتشاجرون بعنف، ويدورون حول مدارس البنات، ويؤذي بعضهم بعضاً، ويذهبون للمقاهي، بالضبط كما كان بعض أقرانهم يفعلون قبل 20 سنة، فكل هذه الأحداث نتذكرها يوم كنا طلاباً في المدارس، ومع ذلك لم يصدر قرار من وزارة التربية والتعليم يحجم مثل هذه الظواهر المزعجة والفوضى المتكررة. بالتأكيد أن بعض المسؤولين في الوزارة ممن عايش مثل هذه الظواهر في صغره عندما كان طالباً وشاهدها بنفسه يعرف بالضبط ملامح المشكلة بالتفصيل، ويعرف نتائجها السلبية، وهؤلاء المسؤولون تحديداً هم من نعول عليهم- بعدالله- في حل مثل هذه الظاهرة لأنهم أقرب الناس للمشكلة ممن لم يعايشها على أرض الواقع، إنهم أقرب الناس لمشكلة ثابتة لم تتغير صفاتها منذ زمن بعيد. مثل هذا الأمر لا يستشعر خطره إلا من كان له ابن في المدرسة يخشى عليه أو من له ابن تضرر بعد نهاية الاختبار من جراء بعض هذه السلوكيات غير الحميدة التي تحتاج إلى تفكير عميق ودراسة متأنية في حلها بصورة لا تزعج الطلاب ولا تزعج ذويهم لأننا لا نريد حلا تنشأ عنه مشكلة أكبر.
|