في مثل هذا اليوم من عام 1981 غادر البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الراحل المستشفى بعد علاجه من الإصابة التي لحقت به نتيجة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها على يد شخص تركي يدعى علي أثناء إلقائه إحدى الخطب في ميدان القديس بطرس بالفاتيكان. ولم تتمكن أجهزة الأمن الإيطالية من كشف الكثير من جوانب الغموض التي أحاطت بهذه العملية وكيفية تنفيذها وحقيقة الأطراف المتورطة فيها. وقد ظهرت تقارير إعلامية إيطالية تقول: إن بلغاريا قررت الإفراج عن وثائق سرية تتعلق بهذه العملية وأنها تحوي أدلة على أن الهجوم من تدبير جهاز الاستخبارات السوفيتي السابق (كي جي بي) كما تذكر هذه التقارير أن جهاز الخدمة السرية فيما كان يعرف سابقا بألمانيا الشرقية، ونظيره البلغاري ضالعان في المؤامرة أيضا. ويقال: إن عملاء سريين بلغار جندوا قاتلا مأجورا تركيا، يدعى علي أغا لاغتيال البابا، ويقضي أغا حاليا عقوبة السجن في تركيا ويبدو أن أحدث التطورات تؤكد صحة سير التحقيقات المبدئية الذي اتبعه القضاء الإيطاليون. وعقب وقوع الهجوم بوقت قصير تبين أن أغا زار بلغاريا وأقام فيها عدة مرات وحامت الشكوك مباشرة حول جهاز الخدمة السرية في البلاد. وقال القاضي الإيطالي فرديناندو إمبوسيماتو، الذي كان يتولى التحقيق في ذلك الوقت، للإذاعة الإيطالية مؤخرا: إنه يعتقد أن أغا تراجع عن اعترافاته الأولية بعد تعرضه للترهيب وقال: (أعتقد أن أغا قال عدة أشياء حقيقية في البداية، لكنه حاول بعد ذلك إفشال المحاكمة بعد تعرضه للتهديد من قبل عملاء الخدمة السرية للبلغار وللكي جي بي بينما كان محتجزا في سجن ريبيبيا في روما، وقد دخلوه ليتأكدوا من أنه سيتراجع عن أقواله). وقضت إيطاليا بسجن أغا بسبب الهجوم، لكنها عفت عنه عام 2000 وقد سلم بعد ذلك للسلطات التركية ويقضي الآن عقوبة السجن عشر سنوات في تركيا عن تهم لا تتعلق بمحاولة الاغتيال وقال أغا الذي كرر من قبل أن الله أمره بتنفيذ محاولة الاغتيال: إن مسؤولي الفاتيكان ساعدوه في التخطيط للهجوم. ونقلت عنه صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية قوله: (لولا مساعدة القساوسة والكاردينالات، ما كنت قد تمكنت من القيام بهذا العمل).
|