في مثل هذا اليوم من عام 1906 أعلن الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا مستعمرة الكونغو في غرب إفريقيا ملكية خاصة له. وكان ليوبولد الثاني قد تولى العرش خلفا لوالده ليوبولد الأول عام 1865 وظل على العرش حتى رحيله في السابع عشر من ديسمبر عام 1909م. وشهدت سنوات حكمه اهتماما بتحقيق الأطماع الاستعمارية لبلاده حتى لا تخرج بلجيكا من الصراع الاستعماري بين القوى الأوروبية في إفريقيا خالية الوفاض فأرسل البعثات الاستكشافية إلى غرب إفريقيا وبخاصة إقليم نهر الكونغو حيث تمكنت هذه البعثات من تثبيت قواعد مستعمرة بلجيكية في منطقة الكونغو. وكان الذراع الاستعماري لحكومة ليوبولد الثاني هي شركة دولية للتجارة والعلوم التي تولت القيام برحلات استكشافية كرأس حربة للحملة الاستعمارية البلجيكية.وقد تأسست هذه الشركة عام 1876م. وفي عام 1879 ومن خلال هذه الشركة تعاقد ليوبولد الثاني مع المستكشف الشهير هنري مورتون ستانلي لإقامة مستعمرة بلجيكية في منطقة الكونغو. وفي مؤتمر برلين عامي 1884 و1885 الذي شاركت فيه 14 دولة استعمارية أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة حصل ليوبولد الثاني على اعتراف من جانب هذه الدول بسيادته على المناطق التي اكتشفها ستانلي في غرب إفريقيا. وكانت هذه المنطقة التي كانت تضم الكونغو برازفيل وزائير التي تسمى الآن جمهورية الكونغو الديموقراطية. وكانت مساحة هذه المستعمرة تزيد على مساحة بلجيكا بمقدار 72 مرة. ومنذ البداية كان ليوبولد الثاني يتعامل مع هذه المستعمرة باعتبارها ملكية خاصة له وليست مستعمرة تابعة لبلاده ككل.
|