Friday 3rd June,200511936العددالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تحقيقات"

مُلاّك الأغنام يتخلّون عن المهنة للعمالة الوافدةمُلاّك الأغنام يتخلّون عن المهنة للعمالة الوافدة
رفحاء تُصدِّر الصوف في موسم جز الأغنام

* رفحاء - منيف خضير:
موسم جز الأغنام كان يمثِّل مناسبة اجتماعية يحتفل بها أصحاب الأغنام.. وتستغل النساء الصوف بعمل بيوت الشَعر والعدول (وهي أوانٍ صوفية للحفظ)، وكذلك المفارش والقطايف (نوع من المفروشات الثقيلة).
أما الآن فالأمر تحوَّل للعمالة الوافدة التي تمارس قص الصوف (الجز)، والنساء لم يعد لهن حاجة بالصوف.. ونظراً لعدم وجود مصانع محلية، فالصوف يذهب للخارج!!
(الجزيرة) زارت سوق الصوف والأغنام برفحاء وخرجت بالتالي:
المحسوك والفحص
* فهد محمود (سوري) يؤكد أن الصوف نوعان محسوك ونظيف، والنظيف نسميه (الفحص)، والمحسوك نوعان خفيف وثقيل، ولكل واحد سعر، فالنظيف سعره معروف ما بين 4.5 - 5 ريالات للجزة الواحدة (صوف الخروف الواحد)، والمحسوك من 2 - 3 ريالات، أما المحسوك الثقيل فسعره من نصف الريال إلى الريال، ولا نقبل عليه لوجود أشواك وحسك وأوساخ به، تحتاج إلى تنظيف وجهد.
وعن أفضل أنواع الصوف يؤكد فهد والذي عمل سنتين في شراء الصوف أن أفضله الصوف الأبيض (النعيمي)، فهو مطلوب لسهولة تنظيفه وصبغه، أما الأسود (النجدي) فوجوده في الشمال قليل، وهو غير مطلوب إطلاقاً.
* بائع آخر ثامر شباط (سوري) يؤكد أن سوق الصوف الشمالي رائجة، وهي الأفضل حيث يمكثون ثلاثة أشهر (من شهر 1 - 3 هجري) أي من (كانون الثاني إلى نيسان)، ويتجولون ما بين طريف شمالاً إلى حفر الباطن شرقاً مروراً بعرعر ورفحاء والبوادي والقرى ويضيف: ونحن ننصب المخيمات في سوق الأغنام، والمُلاك للأغنام يعرفون أماكن تواجدنا، ويأتون إلينا ويبيعون ما لديهم.
* وقال محمد عقلاء (صاحب مخيم سوري) نحن نشتري الصوف، ونحمله بتريلات إلى كفيلنا السعودي، الذي يحمله بدوره إلى الشرقية والرياض وجدة، ثم يتم تصديره للخارج.. إلى باكستان وتركيا وسوريا والهند، ونحمل في نهاية الموسم 4 تريلات تقريباً أي ما بين 20 ألفاً - 30 ألف جزة، وعن أكثر كمية ابتاعها في اليوم أضاف 1000 جزة، وتأتي أيام لا نشتري فيها شيئاً!!
* عامل باكستاني يشتري الصوف.. مخيمه مغبر قال: نخزن الصوف في أحواش استأجرناها لهذا الغرض، بعد أن منعتنا البلدية من عرض الصوف في الأماكن العامة، ويوضع الصوف في الحوش معرّضاً للهواء والمطر والشمس ولا نعرف طرق تخزين غير ذلك!!
وأكد خستية أن وقت العصر هو الأكثر حركة للشراء، أما عن رواتب العمال فأشار إلى أنها تتراوح ما بين 800 - 1000ريال.. وكلهم من العمالة الأجنبية من باكستان والهند وبنغلاديش، أو من العرب من بادية سوريا والأردن.
الجرب والقُراع
* د.صلاح محمد عبد الرحيم - طبيب بيطري - تحدَّث عن هذا الظاهرة الموسمية، وأثرها على الصحة العامة قائلاً: هناك أمراض كثيرة منتشرة في الغنم، وخصوصاً في جلد الحيوان، وهذه الأمراض معدية تنتقل إلى الإنسان أثناء جز (قص) الصوف، وأثناء التّلامس، ومنها - مثلاً - مرض الجرب والقُراع، ومن أعراضها على الحيوان وجود قشور بيضاء على جلد الحيوان، وتساقط الصوف أو الوبر أو الشعر، وينتقل للإنسان عن طريق وجود جرب في الأيدي خصوصاً وفي الجسم عموماً، وتظهر قشور مشابهة لتلك التي في الحيوان، وخصوصاً في موسم جز الصوف في مثل هذه الأيام قبل فصل الصيف الحار للتهوية على الأغنام من هذا الصوف الثقيل، وللاستفادة منه بالبيع وغيره مثل تجديد ونمو صوف جديد.
وعن كيفية الوقاية من هذه الأمراض يضيف د.صلاح: لا بد من غسل الحيوان للذين يجزون الصوف، وذلك قبل عملية الجز إذ إن هناك حيوانات مريضة بهذين المرضين (الجرب والقُراع)، ويعالج الحيوان المريض برشه بمادة (الديزانون)، وهذه المادة فعّالة للقضاء على الحشرات التي تعلق بجلد الحيوان بما فيها الجرب أو حقنها بمادة (الأفرميكتين Iveremectin)، حيث إن هذا الدواء يقضي على الطفيليات الخارجية كالجرب والقُراع والقمل وغيرها.. ويقضي أيضاً على الطفيليات الداخلية التي توجد في القناة الهضمية (الجهاز الهضمي)، مثل الديدان الرئوية والمعوية والكبدية، وبالتالي نضمن سلامة المستهلك من تلك الأمراض.
أما فيما يتعلَّق بمستقبل الصوف (المُشترى) يقول الطبيب البيطري د.صلاح محمد عبد الرحيم: على الذين يقومون بالجز أن يلبسوا قفازات بأيديهم لعدم ملامسة الحيوان المريض بشكل مباشر، وكذلك ننصح بلبس كمامات طبية واقية على الأنف لضمان عدم استنشاق الميكروبات، أو الأتربة الملوثة.
مشاهدات من السوق
* الدوريات الأمنية تراقب السوق على مدار 24 ساعة.
* بلدية رفحاء أرغمت أصحاب المخيمات على استئجار أحواش للتخزين، ومنعتهم من ترك الصوف في الأماكن العامة، حفاظاً على الصحة العامة، وعلى المظهر العام للسوق، ولإفادة أصحاب الأحواش.
* لا وجود للسعودة في هذا المجال، إلا وجود الكفلاء السعوديين (التجار) والذين فضَّلوا العمالة الوافدة لقلة مرتباتها!!
* كثير من شباب المحافظة طالب بوجود مصانع محلية في أكبر منطقة رعوية (الحدود الشمالية)، لايجاد فرص عمل عن طريق الصوف ومشتقاته.
* التوعية الصحية شبه مفقودة، وطرق التخزين بدائية، وعُرضة لانتقال الأمراض للإنسان عن طريق الصوف!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved