* جدة - نانا السقا: تعد السمنة وزيادة الوزن من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في المملكة، وبما أن نسبتها في المجتمع ارتفعت بشكل مخيف أصبح لا يمكن غض النظر عنها، ولا سيما أنها تؤدي للإصابة بأمراض أكثر خطورة كالسكري وتصلب الشرايين وارتفاع الكولسترول وضغط الدم إضافة إلى أمراض العمود الفقري. لذلك حرصت وزارة الصحة بالتعاون مع مركز معلومات التوعية الصحية على توعية وتثقيف الناس بأضرار السمنة وعواقبها وتقديم المساعدة للذين يريدون التخلص منها، وذلك عن طريق برنامج (رعاية الوزن) الذي تقوم بتغطيته أخصائيات من المركز. ولمعرفة المزيد عن هذا البرنامج كانت هذه اللقاءات مع الأخصائيات العاملات في المركز. وفي البداية التقينا بالأخصائية البندري سعد التي تحدثت عن اتصالات الناس بالمركز فقالت: الاتصالات التي تلقيتها كانت ممتعة ومثمرة خاصة عندما يكون المتصل متعاوناً ومتفهماً لطبيعة المهمة التي نقوم بها، ويكون لديه الحماس القوي للتخلص من مشكلته. وأضافت: البرنامج جيد وقد حقق نجاحاً كبيراً كما استفاد منه الكثير في إنقاص أوزانهم. وعن الأسس التي بُني عليها تقسيم البرنامج قالت: قسم البرنامج على أساس علمي يبين أهمية أنشطة الحياة اليومية والعادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة في التخلص من السمنة وذلك عن طريق إعطاء المتصل المعلومة الصحية والقيام بمتابعته وتشجيعه لحل مشكلته وإنقاص وزنه تدريجياً. وعن بقاء المكالمات بعد انتهاء المدة المخصصة لحملة مكافحة زيادة الوزن والبدانة قالت: لا مشكلة لدي في استمرار المكالمات لأن الأغلبية من المشتركين يحتاجون فعلاً للمتابعة المستمرة ليصلوا للهدف المطلوب. تنظيم الوجبات أما الصيدلانية عائشة محمد، فأكدت أن الاتصالات كانت جادة، وكان الهدف المشترك لكل المتصلين التخلص من السمنة والوزن الزائد خاصة أن مشكلتهم هي عدم القدرة على التمتع بالحياة بسبب السمنة. وعن رأيها في البرنامج قالت: إنه جيد جداً وساعد الكثير على تنظيم وجباتهم والقيام بتغيير العادات السلوكية الخاطئة وإعطائهم الأمل الكبير في التخلص من السمنة والعودة إلى الحياة الطبيعية دون قلق أو خوف من الأمراض التي تسببها السمنة. وتابعت: لم يتوقف دور المشترك على الاستفادة من نصائح الأخصائيات بل تعداه إلى تقديم اقتراحات وحلول للإفادة أكثر من البرنامج حيث اقترح أحد المشتركين وجود تعاون بين الأندية ووزارة الصحة، وذلك عن طريق تخفيض رسوم الاشتراك للجادين في التخفيف من أوزانهم بحيث يدفع المشترك ثلاثة أرباع المبلغ والباقي يكون تبرعاً من النادي لدعم الراغبين في التخلص من السمنة. وعن مدى الاستفادة من هذا البرنامج أكدت أن الكثير قد استفادوا واستطاعوا إنقاص أوزانهم بحسب المعدل الطبيعي، والذين لم يستفيدوا ولم تتغير أوزانهم كانوا غير متقيدين بالنصائح. واختتمت حديثها بأن بعض المشتركين يحتاجون المساعدة أكثر من غيرهم لذلك لن أمتنع عن متابعتهم لأضمن لهم عدم العودة للعادات الغذائية الخاطئة. وأعتبر أن ذلك من شأنه أن يفيد ويحمي شريحة كبيرة من أفراد المجتمع من خطر بعض الأمراض. مشكلتهم السرعة في المقابل اعتبرت الصيدلانية أمل بنت معاوية أبو الجدايل أن الاتصالات كانت كثيرة ومتعبة خاصة أن الكثير يعانون من السمنة ويريدون التخلص منها بسرعة دون أن يكون لديهم القدرة على الالتزام بنصائح الأخصائيات. فقد وجدت صعوبة كبيرة في إيصال فكرة أن النقصان السريع يسبب مشكلات عديدة خاصة مع فقدان السوائل وعدم فقدان الدهون، إضافة إلى أن النزول السريع للوزن يترتب عليه استعادة سريعة للوزن بمجرد تناول الأطعمة مجدداً. كما أن عدداً كبيراً من المشتركين اعتبروا أن المكالمات غير كافية ولا بد من زيارة المركز لتحقيق الفائدة والتحدث مباشرة مع الأخصائيات عن مشاكلهم. وقالت: لكن أكثر ما استوقفني هي الثقة العمياء التي كانت سيدة الموقف لدى فئة كبيرة من المشتركين، حيث إن الأغلبية اشتركت لمجرد أن وزارة الصحة هي التي تتبنى الموضوع وليس أي جهة معينة أو شركة خاصة تريد الكسب المادي فقط. أما بالنسبة للمواقف الغربية التي حدثت معنا فلا يمكنني التوسع بهذا الموضوع لأننا أخذنا على عاتقنا السرية والخصوصية التامة لجميع مشتركينا ولكن وبدون ذكر لأي أسماء، فهناك من تتفطر عليهم قلوبنا وخاصة فيما لو كانوا صغار السن الذين يفقدون كل معاني السعادة والمرح الخاصة بهذه المرحلة بسبب عدم قدرتهم على ممارسة هواياتهم من كرة قدم وكرة سلة وغيرهما لثقل أوزانهم. أحد المشاركين وكان عمره تسع سنوات قال لي في أحد الاتصالات: أتمنى لعب كرة القدم حتى ولو لمرة واحدة وبعدها ليحدث أي شيء، فلن أحزن. واعتبرت الصيدلانية أماني أن البرنامج رائع للغاية فهو أوجد الحل للكثيرين ممن قد أعجزتهم المواصلات أو قصور أحوالهم المادية عن الاشتراك في برنامج يُعنى بمكافحة زيادة الوزن والبدانة. أما عن المراحل التي قسم إليها البرنامج فقالت هي (5) مراحل. المرحلة الأولى هي مرحلة التهيئة (لعمليات الاستقلاب)، أما المرحلة الثانية والثالثة فهما من أجل إصابة الهدف، والمرحلة الرابعة والخامسة من أجل بقاء وثبات الوزن إلى ما تم التوصل إليه. ففي البداية يتم تسجيل بيانات المتصل ويعطى ثلاثة محاور أساسية ليتصرف على ضوئها خلال فترة الثلاثة أسابيع المقبلة، هذه الفترة تكون كافية لإحداث التغير في فترة الاستقلاب (الهدم والبناء) في جسم الإنسان ويقصد بالهدم جميع العمليات التي تحدث بالجسم ليتم فيه استهلاك الطعام، أما عملية البناء فهي جميع العمليات الحيوية التي تحدث في الجسم ليتم تخزين الطعام. وهاتان العمليتان تجريان بدقة شديدة في الجسم، وفي حالة تغلب إحدى هذه العمليات (الهدم والبناء) على الأخرى فيكون هناك نتائج معينة تظهر جلياً على وزن الجسم فإذا زادت مثلاً عملية البناء على الهدم فهذا يعني أن الجسم يخزن الطعام أكثر مما يحرقه، فتكون النتيجة زيادة الوزن، أما لو زادت عملية الهدم على عملية البناء فيعني هذا أن الجسم يستهلك الطعام أكثر مما يخزنه فتكون النتيجة هي فقدان الوزن. وعليه فإن أي تغيير في نمط الحياة سواء الغذائي أو الرياضي يحتاج على الأقل إلى ثلاثة أسابيع ليتم تغيير معدلات الاستقلاب عما هي عليه وهذه الفترة التي نعتبرها في برنامجنا المرحلة الأولى أو مرحلة التهيؤ. مرحلة إصابة الهدف هي المرحلة التي يكون فيها المشترك قد أنهى مرحلة التهيؤ وبدأ في مرحلة النزول العقلي للجسم، وهذه المرحلة تمتد على فترة ستة أسابيع. أما مرحلة إبقاء الانتصار وهي المرحلة التي تلي فترة النزول الفعلي وفيها نحاول إبقاء المشترك على ما حققه من نزول، وهذا تحديداً ما نسعى إليه ليصبح روتيناً ثابتاً في حياة المشتركين. وأخيراً أستطيع أن أقول: إن نسبة 98% من المشتركين أصابوا الهدف. وأعتقد أن شريحة كبيرة من أفراد المجتمع سيتمكنون من إيصال رسالتنا إلى ذويهم أينما كانوا.. وأود أن أذكر أيضاً أننا بدأنا العمل على حملات أخرى لمواضيع مهمة أيضاً وسيجلب المنفعة لكثير من الناس، إن شاء الله.
|