الجيل القادم.. والحوار مع الآخر

في عدد الجزيرة 11929 اطلعت على مقال (نحن والآخر حوار وليس صراع حضارة) للأخت قماشة عبد الكريم الشايع أشارت إلى أن المملكة العربية السعودية التي تحتضن الإسلام شريعة ومنهاجاً تؤمن بما يقره هذا الدين من مبادئ ومعتقدات منها مبدأ الحوار مع الآخر.
نحن كمجتمع سعودي بحاجة إلى غرس هذا المبدأ والخروج من التلقين وإلى معرفة كيف يكون التحاور لصالح قضايانا والمجادلة والمكاشفة والشجاعة في القول والركون إلى الحجة مع عرض الفكرة بأبعادها.
ما أحوجنا إلى تطبيق مثل هذه الاستراتيجية وإذا أردنا جيلاً واعياً حضارياً علينا أن نبتعد عن الحلول التقليدية ونكسب الجيل القادم من الشباب مهارات إيجابية في الحوار. وتظهر الحاجة إلى هذا الاتجاه حيث نشهد انفتاح المجتمعات وتداخل الثقافات وثورة الاتصالات وتعدد أشكال الإحباط حيث الطموحات كبيرة والإمكانيات قليلة والفرص منقرضة.
إن امتلاك الفرد لمهارات متعددة وتنوع الاستراتيجيات وتجدد الأساليب تمكنه من الحوار والإقناع والتوجيه، الإسلام أيد مبدأ الحوار وحث على حجة داعمة لحواره ليصل بها إلى هدفه، فحين نعلم شبابنا مهارات التحاور والتواصل مع الآخر نكون سلمنا لهم الحجة ليجادلوا بالتي هي أحسن.
من المفيد جداً أن يكون الجيل القادم على معرفة بكيفية التصرف حيال الخلاف مع الآخرين وعندما يكون طرفا في الخلاف وهذه لا تأتي إلا بغرس مبدأ الحوار منذ الصغر وتكون الأسرة أول أرض يزرع فيها بذور المبدأ لتكون الثمار للمجتمع.