Friday 3rd June,200511936العددالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الطلاق.. وما أدراك..الطلاق.. وما أدراك..
محمد بن سعود الزويد /الرياض

تغص المنازل والأسر بالكثير من المشكلات التي تنتج عن خلافات قائمة وخلافات متوقفة عند حد افتراق معين لا عودة ولا مسير فيها، ومن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر ويذهب ضحيتها الأولاد هو توقف الزوج عن النفقة والافتراق الحاصل بسبب ذلك، ومن ثم مطالبة الزوج بالأولاد من مبدأ الولاية والوصاية بعد فترة الحضانة، ولكن عندما تواجه الزوجة زوجاً غير مؤهل للوصاية أو الرعاية وتخشى ضياع أولادها مع هذا الأب غير المتزن وغير المؤهل عنده.. ماذا تفعل؟ قد تبحث المرأة عن وثيقة انتفاء الأهلية عن الزوج لإسقاط حق الرعاية خصوصاً من يقدح في دينه أو المزواج أو كثير السفر أو المهاجر أو غير القادر بدنياً أو مادياً على رعاية الأولاد أو من قد يسيء للأولاد بتشغيلهم في سن غير مناسب، أو عمل غيرمناسب مما قد يترتب عليه جهل أو أمية أو تدني مستوى التعليم لهم والحال فيمن تزوجت غير كفء وغير مناسب لتقبل العيش مع أولاد هذه المرأة التي للتو خرجت من زواج غير كفء، ولكن كيف تضمن المرأة أن تطلب الافتراق عن زوجها دون أن تصاب بانتكاسات لاحقة وهل تبحث الزوجة المنكوبة أولاً عن اثبات انتفاء الأهلية للرعاية أو الطلاق إذا تعذر الصلح والحل الوسط؟
إن من أبرز الأمور التي تحتاجها المرأة من المجتمع المحيط والنساء المقربات لها ذوات الحظوة بالدين والحقوق الشرعية التي يرجين الخير لها، وفي تحسن وضعها هو النصيحة فيما يجب فعله لضمان حياة كريمة بلا منغصات على الأولاد بعد الطلاق من الزوج في الحالات المستعصية الحل عندما يكون غير مؤهل وكيف تتغلب على النظرة القاصرة والتي تقود إلى أن تدخل الغير، قد يفسر من الزوج أو أهل الزوج بأنه إفساد محض عندما ينظرون لاعتبارات الوجاهة الاجتماعية والهيبة والمكانة للرجل والخصوصية والتي تتوافق دائماً مع (العزة بالاثم) ويغضون النظر عن تصرفات ابنهم وما يفعله في هذه المخلوقة التي لا حول لها ولا قوة، فالتهديد بأخذ الأولاد وضمهم لغير المؤهل الذي لم تثبت أهليته من أصعب الأمور على النساء، فكيف يخرجن من هذا المنزلق دون خسائر فادحة في حق رعاية أو وصاية أو فقدان نفقه خصوصاً لمن رفض الاصلاح أو الخلع وأظهر الحرص على أولادها ثم أهملهم. إن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى طول معاناة بعض المعلقات والمطلقات من النساء هو الجهل بماهية الاجراء المطلوب للانفكاك من رجل ظالم غير مؤهل فقد يكون الحل قريبا لديها لكن لجهلها تبحث عن أمور قد تزيد من تعقد العقد وتأزم المواقف وان كان الصبر بما فيه من أجر كفيل بمرور الزمن أن يعدل بعض الأوضاع ويخرج الأولاد صالحين في حال صلحت النية وصفت السريرة، وسكنت العقول في مساكنها وارتقى البشر في تحسسهم للمشاعر الانسانية ومراعاة حقوق الاطفال بنين وبنات.
لكن هذا ليس حلاً كاملاً يستكان له فقد يزيد الوقت للنزاع تعقيداً. إن انحسار خطاب المرأة الثقافي الحاضر في التباكي والشكوى لا يأتي بالحقوق بل لابد من المنازعة الهادفة والمتبصرة في الشرع وفي الحقوق وحتى الواجبات، والأخذ بالرأي الشرعي والعمل به وفق تشريعه والتماس العون لفك كل ارتباط قام على ظلم ومهانة لأي امرأة ظلمت بقصد أو بغير قصد، فكما تستوفى حقوق الرجال تستوفى حقوق النساء وهؤلاء النساء لسن من كوكب مجهول بل هن الأم والأخت والقريبة حتى ولو فرض القصور في أهلية المرأة في الشهادة فإقامة الحجة وقوتها لا تعني بالرجل دون المرأة، فمتى ما وجد الدليل والحجة في المناعة رفعت الدعوى وأخذ الحق ويعلم الجميع أنه وعلى أساس قصور الأهلية في المرأة في الشهادة، فإن الظاهر أن مساحة المنازعة بين الرجل والمرأة تحظى بقبول لرأي الرجل ودعواه قياساً على أمور عدة من القوامة الشرعية والوصاية والولاية للمؤهل المعتبر الخ. وهذه أمور معلومة بالضرورة ولكن بعض النساء تسعى لطلب الطلاق وقد تحصل عليه ولكنها قد لا تقدر ما يترتب عليه خصوصاً لمن لديها أولاد، فقد تفاجأ بحرمانها منهم وحقوق أخرى لو علمت لما أقدمت على طلب الطلاق، ولكن النساء لسن في مستوى واحد من قوة التحمل والصبر على نفاذ الحقوق حتى أن البعض منهم لا تجرؤ على ذكر المحكمة أو الشكوى خوفاً من عرف أو عادة أو حياء أو خشية فراق أبنائها ولو كانت مؤهلة أن تخرج من هذا الزواج بوثيقة طلاق مع مرتبة الصبر الأولى.. كل هذه الأمور التي تجهلها قد تؤدي إلى التفاقم وقد يتطور في حالات أخرى إلى العنف الأسري أحادي الطرف من طرف الزوج فقط) أو الثنائي من كلا الطرفين وهو (نادر الحدوث) أو نشوء الأولاد بدون راع أو ولي صالح، إن علم المرأة بالشرع ومتطلباته الشرعية شرط أساس لمنع مصائب وأوجاع هي ومجتمعها في غنى عنها.
والله الموفق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved