إنهم يغتالون البراءة
سارة عبدالله البواردي /شقراء

وقفت منيرة برهة أمام بوابة منزلها الجديد الذي اكتمل بناؤه، وراحت تطيل النظر لذلك الباب الأنيق اللامع، وأعادتها الذكرى عندما كانت طفلة يوم انتقلت مع أسرتها لمنزلهم الطيني الجديد، وعملت مقارنة بسيطة بين البابين: باب بيتهم الطيني والذي كانت تكشف ما خلفه من خلال الثقوب العديدة، وباب فيلتها الجديدة الذي لا يستطيع أحد أن يرى ما خلفه. أطلقت من صدرها تنهيدة خافتة يوم كانت تلعب مع صويحباتها بالقرب من بيوتهن يتراكضن عند سماعهن صوتاً غريباً ليدخلن أقرب البيوت لهن لا خوفاً بل حياء وخجلاً، لم يكن يعكر صفو اجتماعهن سوى حيوان جامح انطلق من أحد الأحواش أو كلب ضال يسير على غير هدى. كان الجار رحيماً بجاره، وكانت القلوب بيضاء ناصعة كبياض الجص الذي يزين جدران البيوت آنذاك.ووضعت مقارنة بين ماضيها الجميل وحاضرها الذي عكر صفوه ثلة من الإرهابيين الذين قتلوا الجار والأخ والصديق، لماذا انقلبت الموازين؟ وماذا يريد هؤلاء؟ يا إلهي!! أين هؤلاء من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؟ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده). توجيه جميل حريّ بنا جميعاً التمسك به.. ولكن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وما هي إلا لحظات حتى اقتربت ابنتها الصغيرة وسألتها بعينين دامعتين: لماذا قتل الإرهابيون صديقتي يا أمي؟ انحدرت دمعة حارة من عينيها وأجابت بصوت تخنقه العبرات: إنهم أناس لا يخافون الله، ولكن لا تخافي يا عزيزتي فالله معنا ونسأله العون والتوفيق لحكومتنا الرشيدة على ما تبذله من جهود لتوفير الأمن والأمان لنا.. إنه سميع مجيب.