Friday 3rd June,200511936العددالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

حكاية الشاعر (خليف) الذي مات في حي العلياحكاية الشاعر (خليف) الذي مات في حي العليا
مطيران علي النمس / عرعر

هناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر ولم تتحقق امنيته ومع ذلك هناك كثير من البشر مازالوا يعلقون آمالا كثيرة على حبل الامنية في رجاء تحقيق هدف معين وان كان من الممكن ان تتحقق الآمال وايضا قد لا يتحقق حتى جزء منها. وقد قال الشاعر قديما:


ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

فالرياح قد تأتي خلاف ما يريد قائد السفينة او ربّانها وقد وردت قصة قديمة ذكرتني بهذه الامنية حدثت في الزمن الغابر تناولها الرواة حتى وصلت إلينا مع شخص يدعى (خليف).. رجل من البادية يملك من مقومات الصحراء القسوة والصلابة التي اكتسبها من حياة الخلاء ومعايشة الصحراء بقساوتها وحرها وبردها ومواطن القوة الجسمانية التي امتلكها عن طريق الغذاء الصحي الخالي من المواد الحافظة والكيميائية من خلال تناوله لبن (الخلفات) وفوق هذا كله يمتلك حسا شعريا مرهفا جميلا، وقد عرفنا انه يمتلك ذلك من خلال موقف حصل له. وفي القصة كما وردت عن طريق الرواة ان هذا الرجل ذهب في زيارة مع احد اقاربه الى مدينة الرياض العاصمة السعودية وقد شاهد مظاهر الحضارة وفن الطراز العمراني وحلتها البهية فأخذ يطوف حول المدينة ويجول في شوارعها وهو شارد الذهن محاولا ان يجمع ما بين المشاهد الصحراوية الخالية وبين ما يراه من عمارات تأخذ العقل وتثير لدى المشاهد كثيرا من الاسئلة العديدة، حول كيفية ما قامت به هذه الاسرة العظيمة الكريمة والمباركة من اعمال وتخطيطات وعمليات تطوير وتحديث مع مساعدة هذا الشعب الأبي في بناء حضارة حوّلت الصحراء الى مكان رفاهية وخير بعد ان مَنّ الله على هذه البلاد بالخير الكثير والأمن الوفير منذ زمن الموحد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وشجرتهم المباركة ففتن هذا الرجل البدوي الريفي الشاعر وطالب بلف كامل المدينة حتى يشبع نهمه ويحقق طلبه ومن ضمن الاحياء التي زارها وتجول فيها (حي العليا) اجمل احياء الرياض فانبهر الرجل بزيادة من مشاهدة العمارات والطراز العمراني الحديث فزادت عنده من حجم الثقة من ان هناك اناسا تعمل على تطوير هذه المدينة فبدأت اشارات الشعر ترسل شفرات الى دماغ الشاعر لكي يبني بيوتا من الشعر يتمنى فيها الاستقرار في هذه المدينة وعدم مفارقتها للأبد وتمنى ايضا العيش والسكن في حي العليا ومفارقة حياة البؤس والشقاء وملاحقة الغنم والإبل التي سرقت منه الكثير من وقته ومن عمره فتمنى ان يمتلك أربعة ملايين واربع عمائر في حي العليا واربعة صالونات مع اربع بنات مزايين يكن له زوجات اقل واحدة منهن تمتلك جمالا يفوق جمال الثريا حتى اذا جن الليل وارخى سدوله تنادي كل واحدة من الزوجات عليه لكي تحظى بشرف المبيت معه في بيتها فقال:


يا ليت عند خليف اربع ملايين
واربع بيوت كلهن بالعليا
واربع صوالين على شكل لونين
هي منوتي كان انهالي تهيا
واربع بنات كلبوهن مزايين
اقلهن اللي احسن من الثريا
ابي ليامنه غدا الليل ليلين
كلن تقول خليف عندي هنيا

ولكن لديّ معلومة ان هذا الرجل الشاعر الجميل مات -رحمه الله- ولم تتحقق له أمنيته.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved