* الرياض - عيسى مجرشي: أوضح سليمان بن عبدالرحمن الصبي المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين ل(الجزيرة) أن التدخين أكبر قاتل في تاريخ البشرية حيث يموت بسببه شهرياً (417) ألف شخص على مستوى العالم لما يسببه من أمراض فتاكة يأتي في مقدمتها سرطان الرئة. ومن هذا المنطلق تقوم منظمة الصحة العالمية في اليوم الأخير من شهر مايو من كل عام بإقامة يوم عالمي لمكافحة التدخين، وذلك ليقينها بالأضرار المتعددة التي تسببها ممارسة تعاطي التبغ حيث بينت آخر الإحصائيات أن العالم يفقد خمسة ملايين شخص سنوياً بسبب الأمراض التي تنتج عن التدخين وكان شعاره اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام (أرباب المهن الصحية في مواجهة التبغ). وبيّن الأستاذ سليمان الصبي أن الجمعية هدفت منذ تأسيسها إلى محاربة هذه العادة المضرة لذا جاءت بدايتها مرتكزة على التوعية بمخاطر التدخين عبر توزيع المطبوعات والبروشورات التعريفية عن أضرار التدخين ثم تلا ذلك مرحلة المعارض التوعوية بالقطاعين العام والخاص إلى أن جاءت فكرة ميلاد العيادة التي تحتوي على أفضل الأجهزة والمعدات التي تستخدم في برامج الإقلاع عن التدخين مما صنع لها اسماً وحضوراً جيداً في مجال مكافحة التدخين. وقد بلغ عدد المراجعين للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين خلال العام المنصرم 1425هـ (17561) مدخناً، وقد بلغت نسبة المقلعين 70% أي (10536) مدخناً فيما بلغت نسبة المقلعات في العيادات النسائية 64%، وقد يتساءل البعض لماذا لم تكن نسبة الإقلاع 100%؟ وهذا لا يعني أن البرنامج العلاجي لم يكن ناجحاً، فالعلاج لا يكفي للإقلاع إن لم تتوفر الرغبة من قِبل المدخن. وقد أجرت الجمعية دراسة عن أسباب التدخين اتضح خلالها أن أبرز أسباب الوقوع في التدخين هو تأثير الأصدقاء المدخنين حيث شكل هذا السبب نسبة (68%) وبلغ تأثير القدوة (6%) فيما شكل الفراغ (4%) ومحيط العمل (3%) وتشكل الأسباب الأخرى ما نسبته (1%). وعن الخطط والإستراتيجيات المقبلة للجمعية ذكر الأستاذ سليمان الصبي أن فكرة التوسع في الفروع من الأهداف المهمة التي تطمح الجمعية لتحقيقها ولكن هذا يحتاج إلى ظروف جيدة من ناحيتي الزمن والإمكانات، وتملك الجمعية فرعين أحدهما في الرياض والآخر في الدمام فيما يظل حلم افتتاح فروع إضافية مرهوناً بالدعم المادي لهذه الفكرة من رجال الأعمال، وهذا يأتي تحت إطار التعاون على البر والتقوى لأن ذلك سيعود خيره للدين ثم الوطن والمجتمع. وفي نهاية حديثه وجه الأستاذ سليمان نداءً للمدخن قال فيه يجب أن تعلم أخي أنك قد ابتليت بهذا الداء ولكن الدواء بيدك واحذر بأن تتسبب في تعليم أي فرد لممارسة هذه العادة السيئة لأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: من دعا إلى حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن دعا إلى سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. كما وجه الاستاذ سليمان تساؤلا لبائع الدخان هل أنت بحاجة لأن تخلط حلالك بالحرام عبر ما تجنيه من أرباح بيع الدخان التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتذكر أن الإنسان سيُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. وأوصى الأستاذ سليمان أولياء الأمور بتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من استرعاه الله رعية ومات وهوغاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة) أوكما قال صلى الله عليه وسلم، فعلى الجميع الحرص على تربية ومراقبة من هم تحت طائلة مسئوليتهم.
|