* أبها - محمد السيد: أظهرت الدراسة التي أجرتها الصحة المدرسية بمنطقة عسير وكلية الطب بأبها على طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية حول المشكلات النفسية والسلوكية من خلال بحث مشترك صدر مؤخراً أن هناك 188 طالباً، أي بنسبة حوالي 11% من العينة موضوع البحث، يعانون من اكتئاب أو قلق نفسي أو شدة نفسية شديدة جداً، وهم يشكِّلون حالة مرضية حقيقية بل وخطرة ويحتاجون إلى تدخل وعلاج سريع بالإضافة إلى أن أكثر من (23%) من الطلاب (حوالي 400) يعانون من اكتئاب وقلق شديد ناهيك عن المتوسط والخفيف. وأوصى البحث بأهمية دور الإرشاد الطلابي وأولياء الأمور (الأسرة) في ترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة بين طلابنا وناشئتنا، ومتابعة الحالات التي تحتاج إلى تدخل وخاصة من يعانون من القلق والاكتئاب الشديد جداً.. ودعا البحث إلى تصميم دراسات تداخلية للتحقق من صحة الترابط المكتشف في هذه الدراسة التحليلية، وتوسيع هذه الدراسة لتطبيقها على عينات مختلفة في مناطق أخرى، وإطلاع المرشدين الطلابيين على هذه الدراسة ونتائجها للتأكيد على جدية العمل وأهميته، والتأكيد على أهمية التنسيق المباشر بين الارشاد الطلابي والصحة المدرسية.. كما أوصت الدراسة بضرورة إحداث أقسام للخدمات الصحية النفسية في الصحة المدرسية. وقد شمل البحث عينات تحليلية ل (1723) طالباً موزعين على ستين فصلاً موزعة على خمسة أنماط من الدراسة في اثنتى عشرة مدرسة، في ثلاثة قطاعات مختلفات وهامة من منطقة عسير، وقد أظهرت الدراسة بان هناك نسبة لا بأس بها تعاني من هذه الأمراض الخفية، والتي لا يمكن تشخيصها بالفحص الإكلينيكي أو الاستجواب المباشر.. وأشارت الدراسة إلى أن الكثير من نقاط الترابط بين هذه الأمراض التي قد يعاني منها أفراد المجتمع، وبين الأمور الحياتية المختلفة، ولوحظ ازدياد بين سكان المناطق الأكثر مدنية أكثر منها بين قاطني الضواحي الأكثر هدوءاً.. كما وُجد أن الحالة الاجتماعية كان لها أثر كبير على التصرفات والسلوك.. كما وُجد تأثير لعمل الأب ووجوده بين أفراد عائلته وقربه منهم، وأوضحت الدراسة أن عدد الطلاب الذين يعانون من الاكتئاب بأشكال متفاوتة (659) طالباً من عينات البحث وهم: (1723) طالب ثانوي بنسبة 38%، فيما بلغ عدد الطلاب الذين يعانون من القلق (843) أي بنسبة 49%.. أما عدد من يعانون من الشدة النفسية فكان عددهم (612) طالباً أي بنسبة 35.5%.
|