Friday 3rd June,200511936العددالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "أفاق اسلامية"

عليكم بالسنةعليكم بالسنة
هيفاء بنت عبدالله الرشيد(*)

إن الله عز وجل أعلى للسنة مكانها، فمكانتها عظيمة ومنزلتها رفيعة، لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن الكريم، فأساس أصول الأدلة في الإسلام هما هذان الأصلان العظيمان، كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولهذا أوصى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي).
هنا تتجلى إخواني القراء فضل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال والاعتقاد، ورضي الله عن الصحابة الذين بلغوا الغاية في متابعة نبيهم حتى قال أنس رضي الله عنه لما رأى رسول الله يتتبع الدباء حباً له، قال: (فلم أزل أحبه منذ رأيت رسول الله يأكله). هذا في المطعومات فكيف في المسنونات؟ بل والواجبات؟ والله المستعان.
وإليك أخي القارئ وأختي بعض السنن التي هجرها الكثيرون التي بإحيائها -إن شاء الله تعالى- نكون ممن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده، كما قال المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم:
* من السنة صلاة النافلة على الراحلة في السفر ولو لغير قبلة. عن جابر رضي الله عنه (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة)، رواه البخاري.
* سنية سوق الهدي في العمرة، وقد ذكر العلامة ابن القيم قصة الحديبية مستوفاة في كتابه (زاد المعاد) ومعدداً بعض ما فيها من الفوائد الفقهية ومنه أن سوق الهدي مسنون في العمرة المفردة كما هو مسنون في القرآن.
* صلاة ركعتين بعد الوتر أحياناً. قال ابن القيم: (ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين جالساً تارة وتارة يقرأ فيها جالساً فإن أراد أن يرجع قام فركع). وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتاويه: (وهذا هو الذي ذهب إليه ابن القيم وجماعة من أهل العلم فاعمل بذلك أحياناً).
* رد المقترض بأكثر ما اقترضه كماً وكيفاً من غير اشتراط سابق، قال النووي رحمه الله: (يستحب لمن عليه دين من قرض وغيره أن يردَّ أجود من الذي عليه وهذا من السنة ومكارم الأخلاق) لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم أحسنكم قضاء).
* من السنة رد المصلي السلام بالإشارة. عن جابر رضي الله عنه قال: (قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم بعثني لحاجة ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه فأشار إليّ)، ففيه استحباب رد المصلي السلام بالإشارة.
أسأل المولى جلّ جلاله أن يرزقنا الإخلاص والمتابعة في الأقوال والأفعال والاعتقاد، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

(*)الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved