* الخرطوم - القاهرة - واشنطن - الوكالات: نفت الحكومة السودانية اعتقال أي موظف أجنبي يعمل في المنظمات الإنسانية التي تقدم الإغاثة في دارفور مشيرة إلى أنها أفرجت عن أحد العاملين الدوليين بعد استجوابه بسبب نشره تقريراً كاذباً عن الوضع في إقليم دارفور الغربي، الذي وصف الرئيس الأمريكي ما يجري فيه مجدداً بما اسماه الإبادة الجماعية.. وجاءت تصريحات بوش الجديدة لدى استقباله ليل الأربعاء الخميس في البيت الأبيض الرئيس الجنوب إفريقي ثابو مبيكي الذي شدد على أن المشكلة إفريقية وأنها يجب أن تحل بأيد إفريقية، محذراً بذلك أي تدخل من قوات غير القوات الإفريقية في الإقليم الأمر الذي يتوافق مع وجهة نظر الحكومة السودانية.. فقد نفى وزير الشؤون الإنسانية في الحكومة السودانية إبراهيم حامد أن تكون حكومة بلاده اعتقلت أياً من العاملين في المنظمات الخيرية التي تعمل في السودان، وأوضح في تصريحات لراديو سوا الأمريكي أذاعها أمس الخميس أن السلطات السودانية أجرت تحقيقاً مع مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود ولكنها لم تعتقله، مشيراً إلى أن التحقيق جاء على خلفية تقرير نشرته المنظمة ويحمل معلومات مخالفة للواقع كما أنه يحمل اتهمات لجهات معينة بارتكاب جرائم اغتصاب في دارفور. وكانت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة في الخرطوم قد أطلقت في وقت سابق سراح بول فورمان بالضمان مع حظر مغادرته السودان بعد أن استجوبته بشأن اتهامه بنشر معلومات كاذبة في تقرير للمنظمة زعمت فيه تسجيل 500 حالة اغتصاب في ولايات دارفور. وفيما يتصل بإقليم دارفور أيضاً فقد بدأ من الاتحاد الإفريقي أمس الخميس زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى الإقليم لتقويم الوضع الإنساني، وبدأ الوفد يرأسه مفوض الاتحاد الأوروبي للسلام والأمن سعيد دجينيت جولته بزيارة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقال متحدث باسم الاتحاد الإفريقي إن دجينيت ووفده سيلتقيان مسؤولين في المنظمات الإنسانية يوم السبت في الفاشر لمناقشة الوضع في المنطقة (والطريقة التي تستطيع بعثة الاتحاد الإفريقي من خلالها الاستمرار في إرسال وحماية القوافل وموظفي المنظمات الإنسانية). إلى ذلك أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلقه بشأن ما أسماه (الإبادة الجماعية) في دارفور لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالتدخل العسكري وتصعيد الدور الذي تقوم به واشنطن حالياً بتقديم مساعدات في النقل والإمداد. وقال بوش الليلة قبل الماضية خلال اجتماع مع ثابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن (كما تعلمون أعلن كولن باول وزير الخارجية الأمريكية السابق بموافقتي أن الموقف في دارفور يصل إلى حد الإبادة الجماعية). ومن جانبه قال مبيكي (ربما يكون بوسع أي شخص في الولايات المتحدة أن يدلي بتصريحات من أي نوع لكن علينا أن نجد حلاً. نحن نبحث عن حل للمشكلة والموقف لكن هل هذا يحدث من خلال الإدلاء بتصريحات راديكالية..لا.. ليس بالنسبة لنا نحن الأفارقة. الحل يكمن في تعبئة (كل الأطراف). وقال مبيكي إن الولايات المتحدة والدول الأخرى غير الإفريقية غير مطالبة بنشر قوات، مشيراً إلى أن عمليات حفظ السلام في إقليم دارفور الواقع غربي السودان يجب أن تتولاها الدول الإفريقية بدعم من الأسرة الدولية. وشدد على أنه لم يطلب من أحد خارج القارة نشر قوات في إقليم دارفور فإنها مسئولية إفريقية، مشيراً إلى أن الجيش الأمريكي قدَّم طائرات لنقل القوات الرواندية والنيجيرية إلى دارفور.. وأن هذه تعد المساعدة التي تحتاج إليها الدول الإفريقية في المرحلة الحالية. وعلى صعيد آخر أعلنت الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق أن هناك خطة سيتم تنفيذها مع المؤتمر الوطني الحاكم في حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لتأمين الحدود ومطاردة فلول ما يُسمى جيش الرب المسيحي الأوغندي المتمرد من ولاية شرق الاستوائية جنوب السودان. وأكد مصدر مسئول بالحركة - في تصريح له أمس - أن هذه الخطة ضرورية لإعادة النازحين واللاجئين إلى مواطنهم الأصلية وتأمين المدنيين السودانيين من الهجمات المتكررة التي يتعرضون لها من قبل قوات جيش الرب.
|