الزيارات التفقُّدية أسلوبٌ درج عليه المسؤولون في قطاعات الدولة كافة للوقوف على سير الخطط التنموية المنوطة بأجهزتهم، والعمل على متابعة إنجاز المشاريع الحيوية في المناطق والمحافظات المختلفة، ذلك لما يُتيحه هذا الأسلوب من إحاطة بواقع الخدمات المقدمة للمواطنين عن كثب، ومعايشة لواقع الناس وتلمُّس احتياجاتهم ومتطلباتهم، والعمل على معالجة أوجه القصور التي قد تعترض سرعة إنجاز المشاريع المعتمدة، ويأتي ذلك استرشاداً بتوجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - التي تؤكد دائماً على رفع كفاءة الأداء في الأجهزة الحكومية، والتأكيد على أهمية استفادة المواطن من جميع الخدمات المهمة بيُسر وسهولة. ونحن في هذا اليوم المبارك نشهد زيارة كريمة من معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع لمحافظة الزلفي؛ حيث يفتتح المبنى الجديد لمستشفى الزلفي العام، ويتشرف الأهالي عموماً، ومنسوبو القطاعات الصحية على نحو خاص، بلقاء معاليه وتدارس الموضوعات والأفكار المتعلقة بتطوير المجال الصحي في هذه المحافظة التي تم اختيارها مؤخراً ك (مدينة صحية)، وهي تمتلك بالفعل ما يؤهلها لأن تصبح أنموذجاً للمدن الصحية؛ حيث تقع في سهل ممتد بين جبال طويق ونفود الثويرات، مما أكسبها جمالاً في التضاريس، وخصوبة في الأرض، ووفرة في المياه، وازدهرت فيها الزراعة وانتشرت المسطحات الخضراء التي تساهم في تلطيف الأجواء وتنقية الهواء. وقد عُرفت هذه المدينة قديماً ولا زالت بأن علب السجائر لا تُباع في بقالاتها ومراكزها التجارية. ولا شك أن رجالاً يتمتعون بمثل هذا الوعي في درء كل ما فيه ضرر على الإنسان والبيئة التي يعيش فيها قادرون بإذن الله على التكاتف مع الأجهزة الحكومية لتقديم أفضل الخدمات وتحقيق أكثر التطلعات. وكما هو معلوم فإن الزلفي تعدُّ ثاني محافظة بعد الخرج من حيث النمو السكاني، ولذلك فوزارة الصحة مدعوة إلى دعم الخدمات الصحية وتطويرها بما يتوازى والحاجة القائمة للمواطنين. أُرحب بمعالي وزير الصحة وصحبه الكرام في رحاب الزلفي، وأصدقه القول: إن ضيوف هذه المدينة لا يحتاجون إلى الفنادق أثناء إقامتهم فيها؛ لما جعل الله في قلوب أهلها من السعة والانشراح للقادمين عليهم، فعلى الرحب والسعة يا معالي الوزير ومَن معك.
(*) مدير التربية والتعليم بمحافظة الزلفي (بنين) |