تحظى محافظة الزلفي كغيرها من عرائس المملكة باهتمام وعناية كبيرتين من قبل ولاة الأمر -حفظهم الله ورعاهم - لا سيما في المجالات الحيوية المهمة ذات الارتباط المباشر بالمواطنين والمقيمين، وفي مقدمة هذه المجالات المجال الصحي، ويأتي افتتاح مستشفى الزلفي الجديد شاهداً جديداً على هذا الاهتمام.. وإن من نافلة القول: إن أهالي المحافظة سعداء وكلهم سرور وحبور بهذه المنشآت العملاقة لا سيما أنهم قد عانوا كثيراً من المستشفى في مبناه القديم. وأهالي الزلفي سعداء أكثر، ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع يحل ضيفاً وصحبه الكرام عليهم.. وهم يأملون أن تكون هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة للخدمات الصحية في المحافظة.. وأن يكون المستشفى الجديد انطلاقة حقيقية لهذه الخدمات تسهم في الحصول على العلاج والرعاية الصحية الأولية في محافظتهم وتنسيهم مرحلة التحويل والبحث عن سرير شاغر في مستشفيات المدن والمحافظات المجاورة. إن محافظة الزلفي تحتاج الكثير من الدعم للخدمات الصحية.. والإنسان طموح بطبعه ينشد الأفضل ثم يبحث عن الأفضل منه.. وأجزم أن معالي الوزير يدرك ذلك مع إيماني ومعرفتي بمشاغله ومسؤولياته المتعددة.. كيف لا وهو وزير لواحدة من أهم الوزارات وأشدها وأسرعها في دورة العمل اليومي الذي لا ينتهي.. كما أنها الوزارة التي يرتبط بها الجميع.. فوزارة التجارة والصناعة تخدم شريحة معينة.. ووزارة الزراعة تخدم شريحة أخرى.. وهكذا لكن وزارة الصحة تخدم الجميع وكان الله في عونها على هذه المسؤولية الصعبة. إن مما تحتاجه الزلفي على سبيل المثال.. كوادر طبية مؤهلة وبأعلى الدرجات لا سيما في التخصصات المهمة، والتي قد لا تحتاج إلى تحويل المستشفيات التخصصية.. وهي تحتاج إلى أجهزة طبية متقدمة ومتطورة.. فالطبيب بلا أجهزة لن يكتشف شيئاً. وهي تحتاج إلى معامل أسنان في مراكز الرعاية الصحية الأولية (المستوصفات)، تقدم الخدمة للمريض فور حاجته إليها بدلاً من انتظار دوره.. مما يضطر معه إلى زيارة العيادات الخاصة وتكبد مصاريف مالية مرتفعة قد لا يستطيع دفعها البعض من محدودي الدخل وقليلي الإمكانيات. كما أن الزلفي تحتاج إلى أن تعمل (بعض) مراكز الرعاية الأولية بنظام الدوام الكامل من أجل مباشرة الحالات الطارئة، التي قد لا تحتاج إلى زيارة قسم الطوارئ في المستشفى.. وهو القسم الذي يجب أن يفعل دوره بما يتناسب مع اسمه.. للطوارئ فقط. وأنهي حديثي بما كان واجباً أن أبدأ به وهو الترحيب بمقدم الوزير الذي قدم الكثير خلال السنتين اللتين مرتا منذ جلوسه على كرسي الوزارة.. متمنياً له طيب الإقامة في الزلفي بين أهله وأحبابه.. داعياً الله له بالتوفيق في مهمته الصعبة والله من وراء القصد.
|