Wednesday 25th May,200511927العددالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

27 رجب 1392هـ - الموافق 5 سبتمبر 1972م - العدد (407)27 رجب 1392هـ - الموافق 5 سبتمبر 1972م - العدد (407)
التلفزيون.. حسناته وسيئاته
الدور الذي يلعبه التلفزيون في المجتمع الحديث

يعتبر التلفزيون من أهم المواضيع التي لا يزال الخلاف يدور حولها، فمن مؤيدين متطرفين يبشرون بأهمية هذا الجهاز الذي أصبح أداة مهمة في المجتمعات تسعى للدخول في جميع الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الحديثة، إلى معارضين يرون في هذا الجهاز خطورة على إبداع الذهن البشري الذي أخذ يتجمد ويتحجر أمام سيطرة هذه الشاشة الصغيرة المسحورة.
ويشبه البعض التلفزيون في النصف الثاني من القرن العشرين الحالي بالقطار خلال القرن التاسع عشر الماضي، إذ يعتبر كلاهما علامة فارقة للزمن الذي ظهر فيه، كما أن الفن التقني الذي قدمه القطار والتلفزيون والمخترعات الأخرى هو جزء لا يتجزأ من العصر الذي نعيش فيه في الوقت الحاضر، وسواء أوصل استعمال التلفزيون إلى قمته أم أنه ما زال يحبو في طريق التطور فإن ذلك لا يمنع القول إن التلفزيون استطاع خلال فترة قصيرة من الزمن أن يؤثر في المجتمع والمحيط الذي نحيا فيه سواء من الناحية السلبية أم الإيجابية.
وإذا كانت الدول الكبيرة والدول الصناعية قد استطاعت أن تضع خطوطاً واضحة للتلفزيون واستخدامه في الميادين الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فإن التلفزيون لدى الدول الأخرى في العالم الثالث ما زال يحمل في طياته وبرامجه عدم الوضوح، وما زال تأثير التلفزيون في المجتمعات النامية محل دراسة واهتمام الخبراء والحكومات المعنية، ولم تعد النواحي الفنية والتكتيكية من الأهمية بمكان لاستخدام التلفزيون في الدول النامية أو إيجاد الفنيين والاختصاصيين في هذا الميدان الجديد، بل إن المشكلة القائمة حالياً تتركز في وجود برامج ناجحة وتوجيهية للتلفزيون المحلي، إذ إن شعوب الدول النامية تشعر الآن برغبة جامحة وحاجة ماسة إلى المعرفة والتطور، ويمكن لهذا الجهاز الصغير الذي يعرض الصور المتحركة أن يعوض عن القراءة والكتابة اللتين تجهلهما طبقات واسعة في المجتمعات النامية والمتطورة.
ويدور في الوقت الحاضر سؤال مهم عند الدول النامية، هو نفس السؤال الذي تهتم به الحكومات المعنية والهيئات المختصة بالإعلام والثقافة، وهو سؤال لم يعد يقتصر على عبارة (هل لديها تلفزيون محلي؟) بل إن هذا السؤال هو: (هل لديها برامج محلية لتلفزيوننا؟).
والواقع أن إيجاد برامج محلية ناجحة لتلفزيون الدول النامية ليس بالموضوع السهل والسريع الحل، إذ إن ذلك يحتاج إلى جهود وأعباء ضخمة؛ لذلك فقد احتلت البرامج الأجنبية القسم الأكبر من أوقات البرامج التلفزيونية في الدول النامية. ويعود السبب في ذلك إلى التقدم الفني والميدان الاجتماعي الواسع في الدول المتقدمة اقتصادياً مما يقدم للتلفزيون مواضيع مختلفة ومتعددة، فمثلاً تقديم تمثيلية تلفزيونية معينة قد تطور في الدول الكبيرة بشكل واسع، ولم يعد يقتصر على مواضيع محددة كما كان في الماضي، فالتلفزيون الذي كان يحتاج إلى حوالي (100) مسرحية أو تمثيلية تلفزيونية في الماضي أصبح الآن في حاجة إلى حوالي (2000) مسرحية وتمثيلية أو برنامج تلفزيوني ليغطي البرامج المتنوعة والساعات الطويلة التي تبث فيها أقنية التلفزيون العديدة برامجها المختلفة، ومن الطبيعي فإن هذا الأمر ينطبق أيضاً على ازدياد الحاجة إلى الفنانين والممثلين والمخرجين؛ لذلك فإن البحث عن المواهب أصبح اليوم من أهم واجبات ومهام التلفزيون الحديث كما أن الفرص المختلفة اتسعت أمام الفنانين بشكل واسع من الناحيتين الكمية والكيفية الفنية.
وهنا تبدو أهمية توافر الإطارات والكوادر الفنية والاختصاصات في الفن التلفزيوني لدى الدول النامية ودول العالم الثالث التي دخل إليها التلفزيون وأصبح من أهم العوامل في حياة شعوبها اليومية، وفي نفس الوقت تكمن هنا خطورة ضعف وقلة الإمكانيات الفنية لدى الدول النامية مما يضطرها إلى اللجوء إلى البرامج والأفلام الأجنبية البعيدة - في أغلب الأحيان - عن مفهوم وثقافة وتقاليد مجتمعات الشعوب النامية، الأمر الذي يخلق هوة واسعة بين التلفزيون كأداة للثقافة والفكر والتسلية وبين المتفرج العادي في هذه المجتمعات الذي ينظر إلى التلفزيون وكأنه غريب عنه وعن ثقافته وتفكيره وعاداته، كذلك يؤدي التلفزيون إلى سيطرة الثقافة الأجنبية على الثقافة الخاصة الأصيلة لشعوب الأقطار النامية، مما يؤكد ضرورة إيجاد البرامج الوطنية المحلية الأصيلة التي تساعد جميع طبقات المجتمع على التطور الفكري واكتساب الثقافة بالشكل المناسب.
وقد لمست الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية هذه الحقيقة وضرورة تميز برامج التلفزيون المحلية وانطباعها بالطابع الوطني والمحلي الأصيل، الأمر الذي يخدم الثقافة في مجتمعات هذه الدول النامية، فسعت إلى تشجيع برامجها الخاصة وإلى إيجاد توازن معقول بين البرامج الوطنية المحلية والبرامج الأجنبية المستوردة من الخارج، وإلى تبادل البرامج التلفزيونية الناجحة فيما بينها، وهي برامج تتناول مواضيع ومشاكل مشابهة تعيشها الدول النامية بصورة دائمة ومتقاربة.
وكذلك انتبهت هيئة اليونيسكو الدولية إلى أهمية التلفزيون والبرامج التلفزيونية في تطوير الثقافة لدى الشعوب النامية، ويدور البحث الآن في إطار اليونيسكو حول إمكانية إيجاد هيئات دولية مختصة تقدم المشورة والمساعدة إلى الدول والأقطار النامية لتطوير برامجها التلفزيونية وإعداد الفنيين والاختصاصيين في ميدان الشاشة الفضية الصغيرة، وأن تحرص هذه الهيئات على ألا يصبح التلفزيون (حصان طروادة) الجديد لتسلل الثقافة الأجنبية إلى شعوب الدول النامية مما يهدد الثقافة الوطنية الأصيلة لدى شعوب هذه الدول النامية والأقطار المتطورة التي تتطلع إلى مستقبل أفضل يقوم على أسس الثقافة الأصيلة والتقاليد المنبثقة من صميم شعوب هذه الدول والأقطار النامية.
وتشير الإحصائيات التي نشرت في جمهورية ألمانيا الاتحادية حول التلفزيون إلى أنه يوجد في ألمانيا الاتحادية ما يزيد على 16 مليون جهاز للتلفزيون منها حوالي 750 ألف جهاز ملون، ولا يقتصر استخدام التلفزيون في ألمانيا الاتحادية على التسلية والأنباء والبرامج المتنوعة بل يستخدم منذ وقت طويل في المدارس والمستشفيات وقاعات العمليات الجراحية والمخابر وفي مراكز البوليس وفي مراقبة المرضى والإشراف عليهم، وفي المعامل والمؤسسات الصناعية والاقتصادية لمراقبة الإنتاج، وفي مراقبة المرور في بعض تقاطع شوارع المدن المزدحمة بالسير والمواصلات. وأخيراً فإن (البرامج التلفزيونية المدرسية) تطورت بشكل كبير لدرجة أن المواطن أصبح يتساءل عما إذا كانت السنوات المقبلة ستكون خاصة بالتعليم عن طريق التلفزيون وعما إذا كان دور المعلم في المدرسة قد أصبح غير ذي موضوع بعد تعميم التلفزيون المدرسي، ولكن ما البرامج المفضلة لدى المشاهدين في جميع أنحاء ألمانيا الاتحادية؟
يمكن ترتيب البرامج التلفزيونية التي يقبل المواطن العادي على مشاهدتها والاهتمام بها كما يلي:
- الأفلام السينمائية.
- برامج التسلية، وخاصة برامج الأحاجي ثم البرامج الموسيقية الاستعراضية.
- البرامج الرياضية وأنباء الرياضة بصورة عامة.
- الأخبار السياسية والأنباء الاقتصادية والعامة.
- برامج الأوبرا والتمثيليات التلفزيونية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved