يبدو أن الاتحاديين استمرأوا تسخير القرارات وتطويع الأنظمة لمصلحتهم.. على شاكلة مسرحيات ديمبا، والعويران، وهيريرا.. إلخ.. وإذا تجاوزوا الأنظمة قالوا هذه ثغره اكتشفناها واستغللناها.. اللجنة الفنية التي منحتهم راحة (تسعة أيام) متتالية استعداداً للهلال ونصف نهائي العرب.. يقلبون عليها الآن ظهر المجن بحثاً عن مكاسب لاحقة. مباراة الهلال والاتحاد الدورية، من الطبيعي مناقشة تأجيلها، لأنها لم تكن في موعدها الأصلي..فهي كانت مبرمجة في يوم الجمعة، ولأنها تتعارض مع ودية المنتخب تمَّ تقديمها إلى الخميس، ثم الأربعاء فاعترض الاتحاد! بسبب حفل اعتزال أحمد جميل.. الهلال الآن من حقه أن يدلي بدلوه، ويمارس حق الاعتراض والاقتراح، كما فعل الاتحاد فطالب تأجيلها يوماً واحداً فقط عن موعدها الأصلي.. خصوصاً أن الاتحاد ضيَّق فرصة (تقديمها) عندما رفض موعدين مقترحين (الخميس أو الأربعاء)، بسبب حفل جميل، وأيضاً فالأصل في تأجيل المباراة يكون بالتأخير وليس التقديم.. وهو ما طالب به الهلال. وتأجيل المباراة إلى ما بعد الجمعة كان اتجاهاً اتحادياً أيضاً.. فقبل أسبوع قرأت في بعض الصحف أن الاتحاد طلب من الهلال الموافقة على تأجيل المباراة، لأنها تتعارض مع حفل جميل!.. وعندما تقدَّم الهلال بطلب التأجيل.. حاول الاتحاديون بكل فهلوة اللعب على الحبال.. بحيث يستفيدون من التأجيل، ثم يظهرون بمظهر غير الراضين والمكرهين.. فيصيدون عصفورين بحجر.. إلا أن وفاة والد منصور البلوي - رحمه الله -.. كشف المسرحية الاتحادية.. فالاتحاديون طلبوا تأجيل حفل اعتزال جميل الذي سيُقام (الخميس) بسبب وفاة الشيخ حمدان بسبب العزاء، وتعاطفاً مع الرئيس، واحتراماً لمشاعره.. فكيف يرغبون اللعب يوم (الثلاثاء)! من الطبيعي أنهم لا يناسبهم ولا يرغبونه.. ولكنه زمن (المسرحيات الاتحادية).. والآن يُقال إن أربعة إداريين من الاتحاد قدَّموا استقالاتهم .. في حركة إعلامية مسرحية.. وهي فرصة ليقدِّموا خدمة للاتحاد على طريقة (طاش ما طاش) قبل أن ينتهي عمر المجلس، وهم مجرد (كمالة عدد) ولم يسمع بهم أحد.. ويا زمان (التمثيليات) وش بقى ما ظهر. إدارة الهلال وغلطة الشاطر مَنْ يُلقي تهمة خروج الهلال من العربية، ويحمِّل أسبابها إلى الجهاز التدريبي، أو اللاعبين، هو يختزل أسباب الخسارة.. وينتقد من أخطأ بعد اجتهاد.. فالهلال كتب خروجه من البطولة منذ الموافقة على برمجة مواعيد مبارياته بهذه الكيفية.. فلا يوجد في الدنيا فريق (غير الهلال) يوافق على لعب مباراتي نصف نهائي خلال تسعة أيام، ويتخللها مباراة كأس.. مسابقة أخرى، ويسبقها بأربعة أيام مباراة ما يُسمى (ديربي) في مسابقة ثالثة. أي لعب أربع مباريات من العيار الثقيل من حيث الأهمية وفي ثلاث مسابقات مختلفة خلال 13 يوماً.. أي مباراة كل ثلاثة أيام وربع اليوم.. ونازل ثلاثة فرق مرتاحة!.. ويكفي أن الاتحاد تمّت إراحته! (تسعة أيام) ليتفرَّغ للاستعداد للهلال.. عندما اختفت من الجدول فجأة، وبقدرة قادر مباراة الاتحاد والنصر.. فلنعترف أن الهلاليين خُدعوا، أو غُلبوا بتلك المواعيد.. وكان باكيتا عاقلاً عندما حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وأمسك بعصفور في اليد.. وربما لو لم يفعل ذلك لطارت كل العصافير. والخطأ الآخر كان السماح لبعض اللاعبين بالتواجد في برنامج (كل الرياضة).. فتأخير الحلقة الخاصة بفوز الهلال! إلى قبيل مباراة الاتحاد بيومين تصرف ليس بريئاً.. إضافة إلى كل هذا، فالحلقة كانت ركيكة وباهتة وفارغة المحتوى، وليس فيها أي ابداع (باستثناء المُقدِّم الذي حاول إنقاذها)، وواضح أنه عُملت دون نفس، ومن باب تأدية الواجب، وتمَّ (تمطيطها) بشكل متكلَّف.. فتغطية فوز فريق ببطولة تكون من خلال التقارير الحية من خارج الاستوديو، ومن داخل الميدان.. وهذه لم تتجاوز الـ(20 دقيقة) من الساعة ونصف الساعة!.. وبقية الحلقة كانت لإسهار وإجهاد اللاعبين. الهلال أراح واستراح فشل الهلال في الوصول، لا بد أنه أراح اللجنة المنظِّمة والشركة الراعية.. عقب إقرار إقامة النهائي بجدة، فوصول الهلال لو حدث، كان سيسبّب إشكالاً وإحراجاً للجنة المنظِّمة.. وستُسجل كنقطة سلبية وغريبة في سجل البطولة، وربما لم تحدث في تاريخ المسابقات الكروية.. عندما يُطلب من فريق أن يلعب مباراتي ذهاب وإياب، وكلا المباراتين خارج ملعبه.. فالأمر كان مُحبطاً للهلاليين لشعورهم بالغبن والإجحاف.. وربما هذا جعلهم لا يندمون كثيراً على خروجهم.. وللأمانة والإنصاف.. التحكيم في مباراتي نصف النهائي كان جيداً بشكل كبير.. ولكن الهلال تضرر فقط من تكبيله بمواعيد المباريات المتقاربة. النصر يضحي بالمربع أحياناً لا نفهم آلية تأجيل، وترتيب المباريات.. فمباراة النصر والاتحاد.. كيف اختفت من الجدول وأُجلت؟ رغم أن هناك سعة ومجالاً للعبها، لو أُجلت يوماً واحداً فقط.. الاتحاد بالطبع سيبحث عن التأجيل، لكي يستعد ويأخذ راحة كافية، ويعالج المصابين، ويتفرَّغ لتجهيز الفريق لمباراة الإياب أمام الهلال.. ولكن كيف وافق النصر على التأجيل؟! فهل عرقلة الهلال أهم من وصول النصر للمربع..؟ من مصلحة النصر أن يكون قد لعب مع الاتحاد (منافسه على المربع) كحق مشروع في هذا الوقت الحرج للاتحاد.. ليضمن النصر المركز الثالث واللعب على أرضه.. أو على الأقل يدخل المربع رسمياً.. ولكن إدارة النصر التي تكثر من انتقاد فترات التوقف ضربت هذه المرة بمصلحة النصر عرض الحائط.. ولم تعترض على تأجيل المباراة!.. الغريب أن اللجنة الفنية التي كان عليها إقناع النصر.. عوَّضت النصر، وقدَّمت له مباراة أُحد.. ولكن صارت الخسارة الصفراء مزدوجة.. هزيمة من أُحد، وتفريط بفرصة حصد نقاط الاتحاد المنافس على المربع.! الصفاقسي ليس الهلال إذا كان الهلال تنازل عن فكرة الاحتجاج على مشاركة (هيريرا) احتراماً لفريق سعودي في مشاركة خارجية.. وتقديراً لضرورة إقامة النهائي في جدة.. وتفادياً لإثارة لغط إعلامي يعكِّر أجواء ومسار المسابقة.. إلا أن هذا لا يمنع من نصح الإخوة في الاتحاد بإبعاد اللاعب سيرجيو هيريرا عن المباراة النهائية.. حتى لا يكون وجوده ذريعة للاحتجاج والتشكيك بالبطولة، إذا فاز بها الاتحاد إن شاء الله. وأنصحهم بعدم المكابرة، وعدم الالتفات لبعض الإعلام الاتحادي الذي يضلل الجماهير.. بادعاء نظامية مشاركة هيريرا.. فمشاركة المذكور غير نظامية وباطلة حسب لائحة البطولة.. وهيريرا.. حالياً لا يشكِّل ثقلاً فنياً في الاتحاد ولن يضير الفريق إبعاده تحسباً لما يأتي. ضربات حرة * عقب عام كامل نطق الشبابيون، وتحدثوا عن مسرحية (ديمبا الاتحاد)!.. بحثاً عن التعويض على حساب فريق آخر، لا ناقة له ولا جمل بديمبا.. في رأيي أن يواصلوا الاحتفاظ بهذه الورقة، ليستخدموها للبحث عن التعويض على حساب الاتحاد وليس غيره. * بعض الصحفيين الأهلاويين يبدو أنهم يعشقون المشاكسات.. ينتقدون رئيس اتحاد الطائرة بحجة أنه لم يبتسم ! وهو يمنح كأس الطائرة لكابتن الأهلي!.. محمد مفتي شخصية جادة بطبيعتها.. وليس هذا بجديد.. ولكنها عقدة البحث عن مؤامرة. * الأستاذ محمد مفتي! هو مَنْ منح الأهلي فرصة الفوز بالكأس عندما أقرَّ اتحاد الطائرة السماح للفرق بالاستعارة من الأندية الأخرى.. حيث أسهم نجما الصفا والاتفاق (المرهون والبوحسون) في فوز الأهلي بالكأس. * الهلال بغياب نجمه أحمد البخيت وأحسن لاعب عربي بسبب الإصابة، كان بحاجة للاستفادة من هذا القرار لمعادلة المنافس الأهلي الذي تفوَّق بنجوم الأندية الأخرى. * يبدو أن هذا وجد طريق الشهرة والأضواء بالتّسلق على أكتاف الزعيم ونجومه الأسطوريين.. آخر التقليعات (الثنيان وسامي صنعهما الإعلام)!.. يا هذا.. الثنيان وسامي فاز كل واحد منهم ببطولات.. تفوق كامل بطولات فريقك المبجل. * مدير المركز الإعلامي الاتحادي ما برح يواصل هذيانه الصبياني.. فهو ما زال يعيش عقدة السنين العجاف، والشعور بمركب النقص أمام الزعيم ونجومه.. الناس تكبر وتعقل.. وهذا يكبر، ويكبر هباله. * التحكيم الأجنبي بدأ يكشف أوراقهم ويعرّيهم.. الأجنبي لم ينج من هرطقاتهم، وربطه بعقدة المؤامرة في مقال واحد هاجم (المذكور أعلاه) هولندياً، وجزائرياً وأردنياً، وسعودياً.. فنزاهة التحكيم لديه وأمثاله تُقاس بخسارة الهلال، وفوز الاتحاد فقط.. وغير ذلك فالحكم متهم ومتواطئ، ولو قَدِم من أعماق أوروبا!
|