Wednesday 25th May,200511927العددالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

معلِّمون يدخِّنون أمام أبواب المدارس!!معلِّمون يدخِّنون أمام أبواب المدارس!!

تعقيباً على ما تم نشره في جريدتنا المحبوبة (الجزيرة) من مقالات تتحدث عن التدخين ومضاره، أردتُ أن أُدلي بدلوي حول هذا الموضوع، ولكن من زاوية أخرى، فأقول: بلا شك أن التدخين له أضرار كثيرة على الإنسان وعلى المجتمع، سواء أكانت أضراراً صحية أم اقتصادية أم اجتماعية. وأنا هنا سأتحدث عن أمر في غاية الخطورة، وهذا الأمر يخصُّ بعضاً من الناس اختاروا أماكن ليدخِّنوا حولها وأمام أبوابها، على رغم أن هذه الأماكن هي من الأماكن التي تنتمي إلى التربية والتعليم، أماكن أوجدتها الدولة من أجل نشر العلم والمعرفة، وقبل ذلك نشر التربية، أماكن لها حرمتها ولها مكانتها التربوية والتعليمية، أماكن ينطلق منها نور العلم ليضيء عقول الناشئة، ومن خلاله يتم ترسيخ المفاهيم الإيجابية في عقولهم.
إن هؤلاء الأشخاص الذين اختاروا هذه الأماكن ليدخِّنوا حولها هم وللأسف معلِّمون يحملون على عاتقهم أمانة عظيمة تتجلى في غرس التربية والتعليم في نفوس وعقول الناشئة. أما تلك الأماكن التي يقوم هؤلاء المعلمون بالتدخين أمام أبوابها فهي وللأسف الشديد مدارسنا. فما نشاهده من قيام بعض المعلمين بالتدخين أمام مدارسهم هو أمر مؤسف حقاً، فهؤلاء المعلمون قد اعتمد عليهم المجتمع وأوكلت إليهم وزارة التربية والتعليم مسؤولية وأمانة إعداد أجيال صالحة تخدم الوطن وهي تحمل تلك المفاهيم الإيجابية التي نطمح جميعاً إلى غرسها في نفوس الناشئة. ولكن وللأسف إن ما يقوم به هؤلاء المعلمون بعيد كل البعد عن روح التربية والتعليم، فما يقوم به هؤلاء المعلمون من تدخين أمام بوابات مدارسهم أمر خطير ومؤسف، وله آثار سلبية على الطلاب الذين يعتبرون هؤلاء المعلمين قدوة لهم في كل شيء. بل إن الأمر قد وصل ببعض هؤلاء المعلمين المدخنين إلى الاختباء بين السيارات التي أمام المدرسة حتى لا يراهم أحد، بل إن بعضهم يضطر إلى الاختباء خلف شجرة أو أي حاجز يمنع عيون المارة من أن تصل إليه.
هذا أمر مؤسف أن يصل معلِّمونا إلى هذا المستوى من التدنِّي في الوعي. فكيف يستطيع المجتمع أن يثق في مثل هؤلاء المعلمين بأن يتخرج على أيديهم أجيال صالحة، فكثير من أولياء الأمور يشتكون من ظاهرة تدخين بعض المعلمين أمام مدارسهم دون مراعاة لحرمة المدرسة، أو وضع اعتبار لهذا المجتمع الذي ينتظر من المعلمين إعداد وتربية الناشئة.
وأنا هنا أوجِّه رسالتين:
أُولاهما: إلى كل معلم يدخِّن أمام بوابة مدرسته أو حول محيطها، فأقول له: اترك عنك هذه العادة السيئة على الأقل أثناء اليوم الدراسي؛ احتراماً لمهنة التعليم واحتراماً لهذه المدرسة التي تتشرف بانتمائك لها.
أما رسالتي الثانية فإنني أوجِّهها إلى وزارة التربية والتعليم، فأقول: إنه يجب على الوزارة وضع أنظمة وقوانين صارمة في حق كل معلم يثبت قيامه بالتدخين أمام مدرسته أو حول محيطها. فكان جديراً بإدارات التعليم ومراكز الإشراف التربوي معاقبة مثل هؤلاء المعلمين، فنحن نعلم أن كثيراً من البلاد الأوروبية تعاقب كل مَن يقوم بالتدخين في الأماكن العامة، وذلك للحد من هذه العادة السيئة، وكذلك مراعاةً لمشاعر الناس. وعندنا للأسف يقوم بعض رجال التربية والتعليم بالتدخين أمام مدارسنا، وأنا كلِّي ثقة بأن وزارة التربية والتعليم قادرة على وضع الأنظمة والقوانين التي توقف مثل هؤلاء المعلِّمين عند حدِّهم؛ لكي تسير عملية التربية والتعليم كما يجب.

فايز بن ظاهر الشراري

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved