بطحاء ياجزءاً من وطني أصابته ريح هوجاء أحالت جسمك هزيلاً يعلوه الأنين من وخزات الألم السبب عمالة وافدة محمَّلة بمعاول الفتن قدمت براية بيضاء سرعان ما اسودت اختارت بقعتك لتنصب أطناب الشر بكل شراسة هول الموقف ولَّد فينا سؤالاً يتلوه سؤال كيف صحّروا روضتك بأفكار دنيئة كيف تناسوا عفتك فروّجوا لأفلام خليعة كيف تناسوا أنك من أرض الحرمين فمارسوا فيك طقوساً غريبة كيف أبدلوا زهرك العطري قاتاً كيف أبدلوا ماءك العذب خمراً ومع الأيام أبيت أن يسري فيك الهوان وبكيت خوف أن يسدل الستار عليك فناديت من الشجن، ارتويت يادروع وطني فهبوا فمصابي اليوم جلل فأقبلت مواكب الإشراق يقودها رجال أمن وهيئة وبدت أيامك المعتمة تستمد النور شيئاً فشيئاً وبدت أيامك العجاف تتلاشى رويداً رويداً وبدت ابتسامتك الصفراء تعلوها حياة بعد أن حوصروا بأدواتهم المخزية بعد أن أُسقطت أوكارهم وحُطمت قواقعهم المنتنة وصرخت أنا جزء من ذلك الطود العظيم أرضي ليس للفساد أرضي جزء من ثرى بلاد هي للطهر مثال أرضي مثل حضن الأم ليست وكراً للعاصين ملاذاً ومضيت تملئين الكون إنشاداً مرحباً بالمستقبل دون جراح قائلة للماضي وداعاً وداعاً وختمت فصولاً توالت شاكرة لله الذي أبدل العسر انفراجاً
|