** هذا القلب الذي تستدخله ضلوعك.. تصطك عليه. ألا تشعر يوماً أنه يتوق للفرار.. للهرب.. إنه يشعر حيناً بأنه مثل صقر (هرم) احتبس وسط قفص سحري لا أقفال له ولا أبواب.. ولكنه أبداً لا ينفتح.. هب أنك اليوم فتحت له كل السياج.. وتركت له الفضاء البديع مسرحاً.. ينفض فيه عن جناحيه غبار السنين.. يترك لعينيه المدى البعيد.. لتنظر وترتوي.. وتستعيد بصرها الحاد الذي هزمته وأضعفته السياج المتقاربة.. والسقف المتدلي على رأسه.. ** سيفر في ملكوت الله.. سابحاً.. صافقاً بجناحيه.. مديراً نظره ذات اليمين وذات الشمال بنهم يشبه الآفة المرضية من فرط الإقامة بين السياج! وحين يستقر هناك على قمة جبل متمادية في شأوها وعلوها.. ستكون أنت هناك.. حيث يكون قلبك المجروح.. قلبك الجديد الذي استعاد ريشه.. ريشة.. ريشة.. لملمها من شتات الفضاء.. وقمم الجبال.. ومن بين تشابك الأشجار وشوكها.. ** انتزع حياته من كل ضفاف السكون.. وفر (خسلا) لا يباريه إلا صوت الرياح.. وحفيف الأشجار. ** وفي الصحاري البعيدة من قلوبنا.. نعيد اكتشاف ذواتنا نطلق منها ومن بين تعطفاتها ميلاد جراحنا الجديدة.. جراح لا تقبل الضمادات ولفائف المداوين.. لا تراهن إلا على الفضاء وقمم الجبال.. والحلم الذي يلوح من جديد كشجرة ناتئة من بين الصخور.. تشير إلينا أن الحياة دائماً حافلة بالجديد.. بالبشارات الضاجة.. بلحظة ميلاد تتكرر في اليوم مليون مرة.. تنادي من حولها مثل (نداهة) عتيقة تستيقظ في ذواتنا كلما اكتشفنا الجرح.. وهربنا بقلوبنا إلى قمم الجبال حيث هناك الفضاء والرياح.. حيث هي الطبيب الذي يعلمنا دائماً كيف نلوح للحلم ونهدي له عزائمنا الجديدة.. ** فلوحوا لأحلامكم واهربوا بها في ذات ضجيج إلى حيث الريح والشجر.
|