مستعجل
حول معهد الزلفي العلمي..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** لا أحد يجهل تاريخ ودور المعاهد العلمية وماذا قدَّمت لمجتمعنا أولاً.. وللعالم الإسلامي كله.. من دعاة وعلماء وفقهاء ومدرسين وقضاة وغيرهم وغيرهم.
** أكثر من نصف قرن من عطاء المعاهد العلمية.. تلك التي قامت على العلم الشرعي الصحيح والعقيدة الصافية.. وكرَّست في المجتمع.. التوجه الشرعي.. وأصَّلت اللغة العربية.. وكان لها دور مشهود.
** وقد لا نستغرب.. إذا عرفنا.. أن هناك نسبة كبرى من موظفي الدولة.. هم من خريجي المعاهد العلمية..
** والمعاهد العلمية عمّمت على جميع مدن المملكة منذ السبعينات والثمانينات.. ويندر أن تجد مدينة لا يوجد بها معهد علمي.
** وقد تلقيت بعض الرسائل عن أوضاع بعض المعاهد العلمية وحاجتها إلى الاهتمام والصيانة وإيجاد أجواء ملائمة للطلاب..
** والمعهد العلمي بالزلفي.. واحد من تلك المعاهد التي تأسست قبل حوالي أربعين عاماً.. وهي تعطي وتعطي.. حيث يعد هذا المعهد.. المدرسة الأولى بعد المرحلة الابتدائية في الزلفي وفي غيرها.
** يقول أهل الزلفي - أو بعض أهالي الزلفي (حتى لا نبلش) -: إن هناك عقوقاً يمارس تجاه هذه المؤسسة العلمية الرائدة.. التي خرَّجت آلاف العلماء والدعاة وطلبة العلم والمعلِّمين والموظفين وغيرهم.
** يقولون.. إن وضع المعهد العلمي اليوم.. لا يسر.. وإن المبنى أصبح قديماً متهالكاً.. ومفرخة للعصافير والحمام.. وأصبح كل شيء فيه.. يحتاج إلى ترميم وصيانة.. حتى المسجد التابع للمعهد.. يقولون.. إنه عبارة عن صندقة تتأرجح وتتمايل مع الهواء ومع حركة المصلين.
** هذا المعهد التاريخي.. الذي له الفضل بعد الله.. في إيجاد كوكبة لامعة من أهالي الزلفي في ميادين عدة من ميادين العلم والقضاء والدعوة والتربية والتعليم هو اليوم في وضع غير مقبول.
** إننا نتمنى.. لو أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. تهتم بوضع هذا المعهد وتمنحه أولوية في إعادة البناء.. أو الترميم على الأقل.
** وجامعة الإمام.. جامعة ناجحة تتطور.. ولها أيادٍ بيضاء في كل مكان.. ولها نجاحات وحضور في كل ميدان.. ونجزم.. أن هذه الأمور.. لن تغيب عنها.. لكننا نذكِّرها..
** ثم إن هناك رجاء من بعض أهالي الزلفي.. رجاء لجامعة الإمام.. حيث يقولون إن هناك عدة أتوبيسات تنطلق بأبنائهم فجر كل يوم صوب القصيم لنقل أبنائهم خريجي المعهد العلمي لإكمال دراستهم في القصيم.. ويتمنون فتح ولو فصولاً فقط.. كفروع لجامعة القصيم أو جامعة الإمام.. وتوفير هذا المشوار المزعج الخطر يومياً.
** مدينة الزلفي.. مدينة ضخمة للغاية.. ويتبعها عشرات القرى والهجر.. وهي منطقة مزدحمة ومكتظة بالسكان.. وجديرة بفتح فصول أو فرع للجامعة بها.. هذا.. إذا وافق كل أهالي الزلفي (لأنهم ما وكَّلُوني أحكي عنهم؟!!).
** نتمنى.. أن تبادر جامعة الإمام أو غيرها لتخفيف معاناة أهالي الزلفي.