Wednesday 25th May,200511927العددالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
المعلِّم المتديِّن
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

بعيداً عن أساليب التَّهويل التي ينتهجها بعض الكتاب حينما يكتبون عن الإرهاب، ويحاولون التأكيد دائماً على ربطه بأصحاب التديُّن، وبعيداً عن إثارة الشك في النفوس التي يعمد إليها بعض الكتاب حيث يتهمون المعلم المتدين والمعلمة المتدينة بالخروج عن المناهج، وتوجيه الطلاب والطالبات توجيهاً دينياً يقرِّبهم - في نظرهم - من قبول فكرة الإرهاب.
بعيداً عن ذلك كلِّه وغير ذلك من أساليب التهويل والتضخيم، نقول: إن المعلم المتديِّن، والمعلِّمة المتدينة هما الدَّاعمان القويَّان للمنهج الصحيح في التعامل، والقدوتان الصالحتان للطلاب والطالبات علماً وسلوكاً، وخُلُقاً فاضلاً، وتوجيهاً إلى أفضل أساليب التعامل، وأساليب الوقاية من التطرُّف والغلوِّ في جانبي الانحراف عن الدين أو التشدُّد فيه.
وحينما نقول (المتديِّن) فإننا نقصد بذلك من مَنَّ الله عليه أن يكون مستقيماً على منهج الإسلام الصحيح المعتدل الذي لا عوج فيه فيكون بذلك بعيداً عن الغلوِّ والتطرُّف، قريباً من الرؤية المتوازنة التي يتميز بها كل مسلم (متديّن) عارفٍ بحقيقة دينه الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط.
إن الأصل في حياة كل مسلم ومسلمة، أن تكون مستقيمةً على منهج الله الحق، انطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم)، وهي استقامة على الطريق المستقيم الذي نكرّر دعاءنا للوصول إليه كلَّ يوم مرات عديدة في صلواتنا {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}، وفي هذه الاستقامة التي هي الأصل في حياة المسلم، ما يحميه من التجاوز والشطط والغلوِّ والتطرُّف وليس معنى هذه الاستقامة على الطريق المستقيم أن الإنسان المسلِّم منزَّه عن الخطأ، والذنب، والخروج - أحياناً - عن الحدود المرسومة لهذا الطريق المستقيم، كلاَّ، فكلُّنا خطاء، وخير الخطائين التوَّابون، وهنا يتضح لنا أن التدين في الإنسان - بصفةٍ عامة -، صفةٌ محمودة تجعله أقرب من غيره إلى الخير وأهله، وأبعد عن الشر وأهله، وتجعله صالحاً في مجتمعه الصغير والكبير قادراً على التعامل الأمثل مع الناس.
إنَّ حقيقة الأوضاع في مدارسنا للبنين والبنات تؤكد - في واقعها - أن المعلم المتدين والمعلمة المتدينة يشكلان أساساً من أسس التربية السليمة، والتعليم السليم، ويحققان الأمن النفسي للطلاَّب، وللمدرسة التي تحمل همَّ الحفاظ على أخلاق طلاَّبها وطالباتها، وعلى أفكارهم وثقافاتهم.
وليس معنى ارتكاب تلك الأعمال الإجرامية من قِبل أشخاصٍ يبدو عليهم مظهر التديُّن، أنَّ كلَّ متدين يمكن أن يجنح إلى الغلو والتطرف كما توحي بذلك بعض الآراء.
إنَّ المتديِّن المسلم محبٌّ للخير، ميَّالٌ إلى حسن الخلق، حريص على استقرار أهله ووطنه، ومصلحة بلاده وجميع بلاد المسلمين، لأنه يستمد ذلك من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإذا جنح متديِّن عن ذلك الطريق المستقيم، فإنَّ جنوحه مرتبط به هو، يدلُّ على خللٍ في تديُّنه كبيراً كان ذلك الخلل أم صغيراً.
المسيرة التعليمية التربوية تؤكد أن المتديِّنين هم العناصر الفعَّالة المأمونة الواعية التي ترفض كلَّ مظهر من مظاهر التطرُّف خروجاً على تعاليم الدين أو غلوَّاً فيها.
إشارة:


أنبحث في الغَياهب عن بريقِ
وفي الأعداء نبحث عن صديق

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved