Wednesday 25th May,200511927العددالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
تبريد الأزمة الطائفية في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

كما أسلفنا في زاوية الأمس، حرَّك الشيخ حارث الضاري الحالة الطائفية في العراق بعد اتهامه صراحةً فيلق بدر باستهداف أئمة الجوامع السنية.
هذا الاتهام كاد يؤدي إلى نزع (مكبس القنبلة) فيفجّر الوضع في العراق إلى أكثر مما هو عليه الآن؛ فالوضع في العراق الآن - كما وصفه رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسيني - أشبه بالمفاعل الذريّ الذي به اضطراب؛ الجميع ينتظر اللحظة التي ينفجر فيه فيتم التدمير.
وانفجار المفاعل الذريّ كاد يحدث بعد استهداف أئمة مساجد السنة، وسواء كان الفاعلون هم حقاً من فيلق بدر، أو قصدت إحدى الجهات الساعية إلى إثارة الفتنة وتفجير الأوضاع في العراق إلصاق التهمة بهذه المنظمة الشيعية التابعة لأكبر الأحزاب الشيعية، من خلال ترك بطاقات هوية الانتماء لهذه المنظمة عن قصد، أو ارتداء ملابس وإشارات تشير إلى هذه المنظمة، فإن الوضع أصبح خطيراً جداً، إذ إن الشيخ حارث الضاري من العلماء الذين لا تصدر عنهم أقوال أو تصريحات إلا بعد أن يتيقنوا؛ وهذا ما جعل الأمر خطيراً جداً، وهو ما دفع قادة السنة والشيعة - على حد سواء - إلى التحرك بسرعة وفاعلية لاحتواء الوضع ومعالجة عمليات اغتيال أئمة المساجد، سواء أكانوا من أهل السنة أم الشيعة.
وتسجل في هذا السياق مبادرة الشيخ مقتدى الصدر الذي قام بدور الوساطة بين هيئة علماء المسلمين (السنية) ومنظمة بدر. وتشير المعلومات الواردة من بغداد إلى نجاح جهود الشيخ الصدر الذي يحظى باحترام من قبل هيئة علماء السنة وكونه أحد قادة الشيعة وعلمائها مسموعي الكلمة؛ إذ تذكر تلك المعلومات أن الجانبين استجابا لوساطة الشيخ الصدر وأن الجهود حثيثة لعقد اجتماع ثلاثي يجمع ممثلين عن هيئة علماء المسلمين ومنظمة بدر وممثلي الشيخ مقتدى الصدر لمعالجة الوضع وبحث المعلومات التي بحوزة الشيخ حارث الضاري.
أيضاً من الجانب السني كان لموقف الدكتور عدنان الدليمي رئيس الوقف السني تأثير إيجابي حينما طالب بإحالة الأمر برمته إلى القضاء العراقي لتحديد مسؤولية اغتيال أئمة المساجد؛ فالاحتكام إلى القضاء وقيام الحكومة بمسؤوليتها ينهي المشكلة ويحدد الأطراف الساعية إلى تفجير الفتنة الطائفية.
يبقى الموضوع الأكثر أهمية، إذا ما استطاع الوسطاء تحجيم الحالة التي أثارتها اتهامات الشيخ حارث الضاري لمنظمة بدر، والمهمة المقبلة التي يجب أن يجتهد العراقيون لمعالجتها، هي الطائفية التي تكاد تصبح واقعاً معاشاً في العراق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved