* القاهرة - أحمد النجار: تسلَّلت الآلام إلى قلب مرسي الزناتي صاحب أخف دم في نجوم مدرسة المشاغبين، والشهير باسم سعيد صالح. تمكَّنت الآلام وهموم وأحزان السنين من قلب فنان لم يعرف مطلقاً اليأس أو الإحباط، فنان واجه آلامه وهمومه بالسخرية والغناء. يرقد سعيد صالح حالياً طريح الفراش بعد إجرائه لجراحة دقيقة في القلب بمستشفى دار الفؤاد. أُصيب سعيد صالح بأزمة صحية تطلبت دخوله المستشفى، وقرر الأطباء إجراء جراحه عاجلة في القلب. والغريب أن يُصاب زميل سعيد صالح ورفيق دربه يونس شلبي ويجري نفس الجراحة في نفس التوقيت تقريباً، ولكن في مستشفى آخر بمدينة نصر. عرف المرض طريقه إلى نجم مدرسة المشاغبين، رفض قلب سعيد صالح الاستسلام للمرض، وظل في حالة مقاومة حتى اطمأن على ابنته هند التي ارتبطت مؤخراً بزميل لها، ولم يكن غريباً أن يُقام حفل زفاف هند سعيد صالح لعريسها في كواليس المسرح؛ حيث يعرض والدها مسرحيته الجديدة (قاعدين ليه) التي ينقد فيها الحكومة ويقف من خلالها في صفوف ملايين المواطنين من البسطاء، وهي السمة الغالبة على مسرح سعيد صالح الذي يستمد من السياسة ومشاكلها موضوعات مسرحياته؛ مثل (كعبلون) و(حلو الكلام) وغيرها، وأخيراً (قاعدين ليه) التي قدَّمها لأول مرة من خلال مسرح الدولة وحققت نجاحاً كبيراً وصدر بشأن إعادة عرضها قرارات كثيرة بسبب تحقيقها لإيرادات كبيرة، واعتبرها المسؤولون عن البيت الفني للمسرح فرصة لإعادة الجمهور إلى صالات مسارح الدولة بعد أن هجرها لسنوات. ظل الجمهور في حالة تواصل مع سعيد صالح نجم المسرح الذي دخل السجن عدة مرات بسبب آرائه ونقده اللاذع للمسؤولين في عروضه، ورغم المشوار الحافل بالعديد من الأعمال السينمائية المهمة إلا أن المسرح يظل هو المحطة الأهم في حياة سعيد صالح المولود في 13 يوليو عام 1939م والحاصل على ليسانس الآداب جامعة القاهرة عام 1960م، وكان من الطبيعي أن يكون المسرح هو البوابة التي يمر منها سعيد صالح إلى جمهوره، ولفت الانتباه إليه بالأدوار التي قدَّمها في مرحلة البدايات؛ مثل (أصل وصورة) و(هاللو شلبي) و(نمرة 5 يكسب) وغيرها. وللسينما قدَّم أفلام (قصر الشوق) مع حسن الإمام، و(نار الشوق) مع المخرج محمد سالم، و(عاشق الروح) مع أحمد ضياء الدين، و(صوت الحب) مع حلمي رفلة، و(آه من عقلي) مع عاطف سالم، و(العذاب فوق شفاه تبتسم) مع أحمد يحيى، و(الرصاصة لا تزال في جيبي) مع حسام الدين مصطفى، و(زائر الفجر) مع ممدوح شكري، و(صانع النجوم) مع محمود راضي، و(أشياء ضد القانون) مع أحمد ياسين، و(المشبوه) مع سمير سيف، و(ولكن شيئاً ما يبقى) مع المخرج محمد عبد العزيز، و(محطة الأنس) مع المخرج حسن إبراهيم، و(سلام يا صاحبي) مع نادر جلال. وجد المخرجون في سعيد صالح الموهبة الحقيقية في تقمُّص الأدوار الإنسانية التي تحمل اللمسة الكوميدية، فعلى الرغم من الآلام والأحزان قدَّم سعيد صالح أدواراً عديدة في هذا الشأن، مثل دوره في فيلم (قمر الزمان) أمام نجلاء فتحي، وفيلم (بناتنا في الخارج) مع رغدة ومحمود عبد العزيز، وغيرها. كما نجح سعيد صالح في تجسيد أدوار الشرير خفيف الظل، كما في أدواره في فيلم (رجب فوق صفيح ساخن) أمام عادل أمام، أيضاً فيلم (على باب الوزير)، ودوره في (ولكن شيئاً ما يبقى) وغيرها.
|