Wednesday 25th May,200511927العددالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

البوارحالبوارح
مكة (الثقافية) والجمعية (التاريخية)
د. دلال بنت مخلد الحربي

تجذرت الحركة العلمية والثقافية في مكة المكرمة منذ زمن مبكر، وظلت على مدى قرون ماضية نبض الثقافة والعلم في شبه الجزيرة العربية من خلال مشارب عدة، واحتفاء بالرجل والمرأة على حد سواء وتوفير سقف من الحرية العلمية لهما وتوفير مصادرها وأدواتها، مثل المكتبات والمطابع والصحف، ولعل مكتبة مثل مكتبة الحرم المكي، ومطابع من مثل مطبعة الترقي الماجدية، ومطبعة الإصلاح والمطبعة الميرية والمطبعة الشرقية والمطبعة العلمية والمطبعة العربية، وصحف مثل حجاز، وسالنامة الحجاز، وشمس الحقيقة، والقبلة، وأم القرى، علاوة على ما كان يسود الحرم المكي من نشاط في التدريس والمناظرات، قد أفرزت لنا عدداً غير محدود من المؤلفات. كما أفرزت أسماء أعلام مكية من الرجال والنساء برزوا وبزُّوا في تخصصات مختلفة وكان لهم نصيب كبير في الحركة العلمية والثقافية في مكة طوال تاريخها، وهو ما ساهم بدون شك في تلبية حاجات المجتمع المكي الثقافي من جانب آخر باعتبار أن الثقافة مطلب لكل من يسكن مكة أو يقصدها.
وإذا ما كانت مكة المكرمة تحتفي هذا العام بكونها عاصمة للثقافة العربية، فعليها أن تزهو بهذا الاحتفال؛ لأنها جديرة به، ولأن الثقافة تزدان بمكة وليس العكس، وقد تسابقت مؤسسات مكة العلمية والحكومية لإبراز هذا الوجه المضيء بمكة، وضمن هذه الاحتفالية الرائعة، عقدت الجمعية التاريخية السعودية لقاءها العلمي الثامن في رحاب مكة خلال الفترة من 9 - 11 ربيع الآخر 1426هـ / 17 - 19 مايو 2005م، وقد انصبت معظم الأبحاث المقدمة للقاء عن تاريخ مكة في جزئيات مختلفة ومتنوعة منها السياسي والاقتصادي والحضاري والعسكري وغيره منها على سبيل المثال:
- نص شاهدي لامرأة من مقبرة المعلاة.
- الناصر العباسي وعلاقته بحكام مكة المكرمة.
- أعداد الحجاج وأثرها على حجم تجارة جدة.
- إدارة مكة في عهد الدولة السعودية الأولى.
- العناصر غير العربية في مكة قبل الإسلام.
- دار الأرقم.
- أسواق مكة في العصر المملوكي.
- أمراء المواسم في الحج.
- دور الحجاج اليمنيين في النشاط الاقتصادي بمكة.
- مكة المكرمة في دفتر العينيات رقم 875.
- دار كسوة الكعبة المشرفة.
في هذا اللقاء نجحت الجمعية التاريخية في الخروج عن الأطر السابقة العامة للقاءاتها فركزت في منهج جديد على مكان توجه الأبحاث نحوه، وفي هذا خدمة للبحث التاريخي فتركيز البحث على منطقة بعينها هو إثراء لدراساتها، وفيما يخص مكة فلها خصوصية من الصعب تجاهلها، كما أن ما رصد عنها في البحث العلمي التاريخي يعد قليلاً مقارنة بسجلها الحافل بالأحداث ورصيدها الاجتماعي والثقافي.
ولذلك فإني أحسب لقاء الجمعية التاريخية السعودية في مكة هو مكسب كبير للمكتبة التاريخية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved