من ينقذ ذاكرة المدن..؟.. سؤال (عنَّ).. وآلات الهدم تلوك ما تبقى من معالم (وجه) المدينة المنورة.. تفتت مهجة تقاسيم روحها الفائرة..! وهو سؤال قد (يتماهى) مع واقع مدن حضارية أخرى كجدة ومكة المكرمة.. إذ ذات (المرأى) يتكرر.. وذاته (خيط) يشد الذائقة إلى مواقع فتنة الأمكنة.. بدأ بالتلاشي والانفراط..؟؟ ولكن السؤال ينسل من ذاكرة القلبويخضّل بندى (خجل) عقلاني مستتر..!إذ تتراءى أرقام المخططين.. وصنّاعالعمران الجديد.. والمتيمون بتسليع الحضار، بكتل الأسمنتو(علب الجرانيت) الفاخر.. التي تصدم الذائقةوتضرب بفوضاها في قاع العين..؟ ثمة (رموز ثقافية) وحضارية.. وبنىتاريخية ومعرفية.. لا تقاس حركة التاريخ -وقيم الثقافة وحراكها الصاعد - إلا بها.. وثمة سيرة مدن.. (مدونة) بحركية شاخصة عبر تلك الأحياء والكيانات والمجاورات.. التي تشكّل الهوية الجمالية للمدن.. بهندستها القديمة ومعمارها العتيق..وتعكس جانباً من جوانب حضاريتها وتاريخها..تند للذائقة البصيرة كما (صاغتها) أيدٍ ماهرة شكلت تضاعيفها ذات يوم..؟نراها (باقية) في كل مدن وحواضر العالم..لم تمسسها معاول العصرانيينولم يجتث الإقطاعيون من أطرافها شيئاً..؟؟لم (تصفَ) من الوجود و(تطمس) هويتها..أو (توأد) حياتها بهذا الجبروت..؟ فلا يبقى منها.. إلا الذكرى المحفوظة في المدونات..!
|