الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون الذي نعيش فيه وهو المنظم الأعظم له بسماواته ومجرّاته ونجومه وكواكبه كلها وهو الذي يسيّره وفق نظام دقيق محكم وهو الذي إذْ خلق الإنسان واستخلفه في الأرض وسخر له ما فيها من جماد ونبات وحيوان أمره سبحانه بالمحافظة على البيئة وإعمار الأرض وقد أكّدت الدراسات البيئية أن كل الكائنات الحية التي تعيش على الأرض تعتمد بعد الله بعضها على بعض. وقد منح الله البيئة القدرة على تنظيم نفسها ومعالجة جروحها والتكيف مع المتغيرات فاستطاعت أن تنظم درجة حرارتها والتركيب الكيماوي لمكوناتها المادية إلا أن هذه البيئة في يومنا هذا وتحت وطأة الضربات الجارحة التي توجه إليها تبدو وكأنها فقدت هذه القدرة بعد تمادي الإنسان في اعتداءاته عليها وإساءة استغلالها واستيقظ الإنسان المعاصر الذي ملأ الدنيا منجزات علمية وتقنية على واقع ما أحدثه من اضطراب بالعلاقات بين الكائنات الحية وأضرار بالغة بالبيئة ومكوناتها تعدت كوكب الأرض إلى ما يحيط به. ومن فضل الله أن تنبه المجتمع المحتضر والعلماء والمخترعون من ذوي الاختصاص فتحركوا وانعقدت المؤتمرات والندوات واللقاءات وذلك للسيطرة على الموقف والحفاظ على مستويات الحياة وحماية البيئة من التهديدات الخطيرة التي تحيط بها. وما عقد رؤساء بلديات منطقة الرياض لهذا المؤتمر الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية في محافظة الزلفي في هذه الفترة إلا دليل كبير على اهتمام البلديات عموماً ومسؤوليها لوضع خطة لضمان التوازن بين البيئة وجور الإنسان ونحوها ويتطلب ذلك العناية والاهتمام والدراسة لحمايتها والحفاظ عليها وهي: 1- الماء وهو ثروة لا تقدر بثمن وهو الملاذ الصالح المهيأ للكائنات في الأنهار والبحار والمحيطات إلا أن الإنسان استمر في تعريض ذلك إلى أنواع الملوثات والمخلفات حتى أوشكت المسطحات المائية أن تفقد التخلّص من جور الإنسان. 2- الهواء لا يقل أهمية عن الماء ولا يستغني عنه حيث إن تلوث الهواء يؤثر على حياة الإنسان ونشاطه وصحته. 3- التربة كما يرى ذلك كل فلاح ونشط زراعي رأى وعاصر أهم مصادر التلوث التي تصيب المسطحات من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيمائية ونفايات المصانع ومخلفات البشر وغير ذلك كثير. لذلك فإن مصادر التلوث لا حصر لها وجور الإنسان على البيئة ظاهر للعيان فماذا عمل كل منا على قدر استطاعته في المحافظة على بيئة نظيفة صالحة لنبدأ بأنفسنا هل حافظنا على البيئة على قدر إدراكنا وفي مدننا وقرانا. خُذْ مثلاً هل شاركت المدارس عموماً في يومها المفتوح مثلاً وفي حفلاتها المتعددة وندواتها المستمرة هل تطرقت لجور الإنسان على البيئة والحفاظ على البيئة أقول لا. هل شاركت مثلاً مدارس المدينة أو المحافظة أو القرية يوماً واحداً في السنة للمحافظة على البيئة طبعاً لا بل نشارك عموماً في تدمير البيئة فحبذا ومن هذا اللقاء المبارك أن تكون هناك مشاركة فعالة بين البلديات ووزارة التربية والتعليم لعقد مثل ذلك وتوعية الشباب في البيت والمدرسة الوالد والأم الطالب والطالبة للمحافظة على البيئة الصالحة النظيفة داخل المدن وفي المنازل والمنتزهات وليكون شعارنا دائماً هو المحافظة على بيئة صالحة ونظيفة.
(*)عضو المجلس البلدي في المحافظة |