بريطانيا ترفع الحظر عن التفاوض مع حزب (الشين فين)

في مثل هذا اليوم من عام 1995م قرّرت بريطانيا رفع الحظر المفروض على المحادثات الوزارية مع حزب شين فين الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي الذي يخوض صراعا من أجل استقلال أيرلندا الشمالية عن التاج البريطاني.وكانت بريطانيا قد فرضت هذا الحظر بعد تزايد الهجمات المسلحة للجيش الجمهوري إلى درجة محاولة اغتيال رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق مارجريت تاتشر في الثمانينيات.
ولكن مع وصول الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إلى الحكم في الولايات المتحدة قررت الإدارة الأمريكية لعب دور الوسيط من أجل إنهاء الصراع في أيرلندا الشمالية الذي أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص. ولعب السيناتور الأمريكي جورج ميتشل دوراً رئيسياً في المفاوضات التي بدأت بقرار الحكومة البريطانية إلغاء الحظر المفروض على المحادثات بينها وبين شين فين على مستوى الوزراء.
وكان للجناح السياسي بقيادة جيري آدامز دور بارز وواضح في قيادة دفة سفينة السلام وذلك عندما أتيحت له فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الامريكية عام 1994م وزيارة كلينتون عام 1995م لأيرلندا الشمالية.
وبالإضافة إلى هذه المؤثرات أو الضغوطات السياسية على الحدث الأيرلندي في سبيل تغليب إرادة السلام ونبذ العنف الطائفي ولفظه ظهرياً، إرادة نحو ربع الشعب الامريكي في دعم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أي حوالي 40 مليون امريكي من أصول أيرلندية باركت وعود كلينتون عندما خاض انتخابات الرئاسة عام 1992م وكانت قائمة الوعود الانتخابية تحتوي على بند خاص بإرسال (مبعوث سلام) إلى أيرلندا الشمالية وتوّج هذا الوعد وحققه عن طريق السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل الكاثوليكي الماروني الأيرلندي الأصل، الذي يرأس مفاوضات السلام في أيرلندا الشمالية منذ سنتين.
هذه الجهود التي أدت في النهاية إلى اتفاق ثمانية أطراف في القضية الأيرلندية على إنهاء النزاع الكاثوليكي البروتستانتي المستمر منذ ثلاثة عقود من الزمان على وجه التقريب، احترق في أتون ذلك الصراع الطائفي أكثر من ثلاثة آلاف ضحية وهو الاتفاق الذي عرف باسم اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998م.