يومٌ تكونُ فيه ضاحكاً...، وآخرُ تغيبُ عنكَ شمسُ ابتسامتكَ، لحظة تتقافز فيها نشاطاً...، وفي أخرى كأنما على رأسك الطّيرُ... تُقبل مرّة على ما - مَنْ حولكَ، تمنحُهم إحساسكَ، وربّما تُضيفُ عباراتٍ، أو تُضفي إشاراتٍ لمزيد تعبير عن مشاعركَ، وتُدْبرُ مرةً عمّن حولكَ، قد تتركُ آثار إدباركَ، مشاعرَ جافةً، كلماتٍ جافيةً، تحبُّ في حالة... تبغضُ في أخرى... أنتَ ذو وجهين متناقضين... أيّ وجهٍ فيك تحبُّ؟... وهل حُبُّكَ لوجهٍ من وجْهَيْكَ قابلٌ أيضاً للتناقض فيكَ؟... متى - كيف تحبُّ فيكَ وجهاً منكَ؟ متى يمكن أن تُقبل ببشاشةٍ تَفْضَحُ ما في داخلكَ من فرحٍ - سعادةٍ - مشاعرِ وجدٍ - إحساسٍ بتآلفٍ - تعبير عن محرِّضٍ ما...؟! ومتى يمكن أن تقبل بحزنٍ - بغضبٍ - بقهرٍ تفضحُ سُحْنَتُكَ بما في جوفكَ من ألمٍ - رفضٍ - حسرةٍ - تعبيرٍ عن محرِّضٍ ما...؟! ألديكَ مقياسٌ تعرضُ عليه، وتقيس به حالات تناقضكَ؟ هل فكَّرتَ أن تعرفَ سمتَكَ عند الآخرين؟ ماذا يقولون عنكَ؟ كيف يصفونكَ؟ من أنتَ في حكمهم؟ أمزاجيٌّ تتقلّبُ في كلِّ حينٍ على غير ما يتوقّعون؟ أم متناقضٌ لكَ حالات تكون فيها على وجه من وجهيكَ لكنَّهم يعرفون متى - ما الذي - كيف يهيِّئُكَ لهذا الوجه فيك أو الآخر؟ أنت في كلِّ الأحوال، والأزمان معرَّضٌ لأن تكونَ ذاتكَ بوجهيْكَ وأنتَ بواحد منهما مكشوفٌ في عيون من حولكَ...، فإن جهلت نفسك فابحث عنها هناك.
|