خيال الظل
لا شيء..
منصور عثمان

وكأنني ثمانية.. واحد لي وسبعة لها
وكأنني أربعة واحد لي وثلاثة لها
وكأنني واحد.. لها..
ولا شيء لي..
***
قبل يوم وأربع وعشرين سنة فتشت في ثنايا رحلتي عن حديث أعلقه على باب الشفاه فلم أجد. كان مفتاح قلبي يئن لفرط ما دكَّه صمت الكلام، وعلى بعد يومين وأحدَ عشرَ حولاً عدتُ مستحسناً إيقاع خطوي.. علَّني أستحثُ الحواس على التئام اللحظة الماضية..
تجمعت منفرداً، ومثنى أذكر تجمعتُ
فابتهجتُ لأنَّ السنين غادرة حين بي مرت
وكنت وفيَّاً حين بها مررت.. فحزنت
وفي الثلث الأخير من ليلة الصوم عدتُ ثانيةً.. ابتهلتُ.. وشكوتُ ودعوتُ.. فانتبهتُ إلى عودتي.. فصحوتُ.
أذكرُ أني وقفت أيمم نحو قبلتي
(وارتل هزيعاً من الليل والوطن المنتظر) (*)
***
أرحل الآن إلى مكان آمنٍ يُسمَّى في لغة الترقي الطفولة..
رأيت فيما يرى الصاحي التعب.. أنني كنت مبتهجاً متلعثماً محتشداً بالحاكايا
سألتُ نفسي عني.. فأنكرتني
وأنكرني الطير.
وحتى النساء اللواتي اتكأن عليَّ
تقاسمنَ فيَّ (العزاء)
***
قدر الأمطار الرحيل منسحبة آفلة
إلى بطن هذه الأرض،
وقدر الأشجار على قدم واحدة
تلوذ بكبد السماء..