أخيرا دخلت المملكة العربية السعودية عالم الاتصالات وتقنية المعلومات من أوسع أبوابه، حيث سعت حكومة المملكة منذ زمن إلى التحول إلى مجتمع المعلومات من خلال تبني مبادرات كبرى في مجالات الاتصالات.. وتقنية المعلومات... وتعد الحكومة الإلكترونية من أبرز هذه المبادرات.. لتأكّد أن الحكومة الإلكترونية تقدِّم مفاهيم حديثة لها فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني وراحة المواطن والمقيم ورفاهيتهما. وقبل فترة وجيزة، قامت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بإنشاء برنامج الحكومة الإلكترونية بمشاركة كل من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك وزارة المالية، حيث بدأ العمل بهذا البرنامج من بداية العام 1425هـ - 1426هـ. وتشير المعلومات التي صدرت من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن مفهوم الحكومة الإلكترونية على تنفيذ الأعمال الحكومية، وتقديم الخدمات الحكومية إلكترونياً من خلال استخدام تقنية المعلومات، وذلك بكفاءة عالية ويسر. وقد وضعت الوزارة تعريفاً إلكترونياً للحكومة الإلكترونية على أنها (الاستخدام التكاملي الفعَّال لجميع تقنيات المعلومات والاتصالات، لتسهيل وتسريع الأعمال والتعاملات بدقة عالية داخل الجهات الحكومية وبين تلك التي تربطها بالأفراد.. وكذلك قطاعات الأعمال). والخطوة المميزة الأخرى التي ستمكِّن أبناء المملكة العربية السعودية هي الخطوة الجديرة بالاهتمام والتي خطتها كل من وزارة وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بإطلاقها مبادرة الحاسب الآلي المنزلي والتي ستيسر حصول العائلة السعودية على أجهزة الحاسب الآلي المنزلي ذات المواصفات الجيدة، وتمكين أفراد المجتمع السعودي من زيادة استخدام وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات في شتى مناحي الحياة بشكل عام، والحاسبات الشخصية بشكل خاص. إن مبادرة الحاسب الآلي المنزلي تسعى إلى (تمكين مليون عائلة سعودية من الحصول على حاسب شخصي منزلي بطريقة ميسرة وأقساط مريحة خلال خمس سنوات قادمة)، حيث ستقوم هيئة الاتصالات بدورها التنظيمي التنسيقي المحفز وبالشراكة مع القطاع الخاص بإطلاق هذه المبادرة لدعم التحول إلى المجتمع المعرفي والاستفادة من الحاسب الآلي في كافة الاستخدامات والتطبيقات ومنها الارتباط بالإنترنت تتويجاً للخطوات السابقة التي قامت بها الهيئة في مجال تنمية سوق الاتصالات وتقنية المعلومات ومنها إطلاق خدمة الإنترنت الميسرة. وإدراكاً من أهمية تقنية المعلومات في الاقتصاد الوطني قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بخطوات مهمة تهدف إلى تحويل المجتمع السعودي تدريجياً إلى مجتمع معلوماتي متطور يمكنه الاستفادة من التطورات الحديثة في مجال تقنية المعلومات ولتوطين هذه التقنية بشكل إيجابي، بمبادرات ومشاريع تهدف إلى الوعي المعلوماتي وتضييق الفجوة الرقمية. واصلي يا مملكة الخير في إستراتيجيتك بدخول عالم المعلومات من أبوابه الواسعة.
(*) المستشار الإعلامي لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات |