Tuesday 10th May,200511912العددالثلاثاء 2 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

مستعجلمستعجل
خطباؤنا.. يوضحون موقفهم
عبدالرحمن السماري

** يوم كتبت عن أئمة المساجد ودورهم المشهود في محاربة الإرهاب.. تلقيت عشرات الاتصالات.. سواء كانت من أئمة المساجد أنفسهم.. والذين أكدوا أنهم يستشعرون دورهم ورسالتهم وواجبهم تجاه بلدهم وأمتهم.. وتجاه توعية وتوجيه الناس.. علمياً وشرعياً.. والقيام بواجب الخطبة الشرعية.. المشتملة على مجموعة معطيات عرَّفها العلماء والفقهاء.. وأنهم بالفعل أعدوا الكثير من الخطب حول هذا الشأن.. والتي تنبذ الإرهاب والعنف بكافة أشكاله وصوره.. وتُحذِّر الناس منه.. وتُبيِّن لهم الطريق السوي الصحيح.. وقالوا.. إن هذا واجب شرعي لتجنيب مجتمعنا المسلم أي شكل من أشكال الإرهاب والعنف والجريمة.. وبالذات.. تلك الجريمة التي تهدد أمن الناس.. وقد تقود المجتمع لا سمح الله.. إلى مشاكل أمنية وانفجارات وحالة فوضى.
** كما تحدث هؤلاء الخطباء عن بعض الحالات النادرة.. التي قصَّرت.. أو التي لم توفق في معالجة المشكلة بالشكل الصحيح.. وبالشكل المطلوب.. الذي يتناسب مع حجمها.. وقالوا.. إننا نجزم.. أن الجميع ضد الإرهاب.. وضد العنف.. وضد الجريمة.. وضد هذه الأعمال الإجرامية الطائشة، وليس هناك من إنسان عاقل.. عوضاً عن عالِم أو داعية أو فقيه أو خطيب.. إلا وهو ضد هذه الأعمال.. ويحذر منها.. سواء وفِّق لإيصال وجهة نظره أو خانه التعبير أو تقدير الأمور.
** الخطباء.. أكدوا تفهمهم للمشكلة.. وقد حاورت الكثير منهم.. وسألت المتصلين عدة أسئلة حول هذا الشأن.. فوجدت اجماعاً عاماً.. على أن واجب الخطباء.. تفنيد مزاعم الإرهابيين والمجرمين والقتلة والمفسدين، والتحذير من صنائعهم وأعمالهم.. وتحذير الناس منهم ومن سلوكياتهم ومناهجهم العبثية الإجرامية.. وحثّ الناس على تفهم الشريعة الإسلامية.. وتفهم رسالتها بشكل صحيح.. وعلى الالتفاف حول القيادة وفضح مخططات وأهداف هؤلاء الذين لا يريدون لمجتمعنا.. سوى الخراب والدمار.
** وأكد هؤلاء الخطباء.. على أنهم حثوا المجتمع على مساندة ودعم الحلول الفكرية والثقافية والتربوية والأمنية لمعالجة هذا الحدث الطارئ والدخيل على مجتمعنا.
** لقد طلب مني الكثير من هؤلاء الخطباء.. أن أنقل على لسانهم.. استشعار خطباء بلادنا لدورهم ورسالتهم.. ولدور ورسالة المنبر.. واهتمامهم الكبير بخطبة الجمعة.. وحرصهم على أن تُعالج كل قضايا المجتمع.. باسلوب شرعي صحيح لا لبس فيه ولا غموض.. وحرصهم الشديد على تسليط الضوء على تلك القضية أو المشكلة (الإرهاب) وتوعية الناس وتوجيههم الوجهة الصحيحة.. والوقوف سنداً لدور الجهات المسؤولة.. لمعالجة هذه القضية.
** لقد أبان لي بعض الخطباء.. انزعاجهم من تعميم الحكم.. الذي يصدر أحياناً من بعض الكُتّاب.. واتهام الخطباء.. كل الخطباء بالتقاعس والتقصير وعدم الإحساس بالمسؤولية.. والتندر على دورهم وعلى خطبهم.
** وقالوا.. إن مَنْ يقول هذا الكلام.. هو بالفعل.. لا يتابع خطب الجمعة.. ولا يتابع ما يُطرح فيها.. لأن السواد الأعظم من الخطباء.. قام بدوره بالشكل الصحيح.. وإن كان هناك مَنْ قصَّر أو فاته التعبير.. أو لم يُقدِّر الأمور بشكل صحيح.. فيمكن معالجة هذا الشأن في إطاره وحجمه.. ولكن المشكلة.. هي من تعميم الحكم.. وكأن الخطباء كل الخطباء.. قصَّروا.. أو أن لهم موقفا.. أو رأيا مخالفا.. أو أنهم يرون ما لا يرى قادة هذه البلاد وعلماؤها.
** ثم انني أيضاً.. تلقيت اتصالات أخرى من أشخاص آخرين ليسوا خطباء.. كلهم يثنون على دور الخطباء في معالجة الأزمة.. ويشيدون بتفهمهم لدورهم ورسالتهم.. ويقولون.. إن ما يُنشر عنهم.. كله خطأ.. لأن المقصِّر أو المخطئ أو المتقاعس.. يجب أن يُناصح أو يُحاور أو يُبيَّن له وجه تقصيره.. لأن بعضهم بالفعل.. يحتاج إلى مَنْ ينبهه بهذه القضية أو بغيرها.. فقد تفوته بعض الأمور.. لكن هؤلاء ندرة.. ولا يشكلون شيئاً.. ومن الخطأ.. تعميم الحكم.
** وكم تمنيت.. لو أن الآراء التي سيقت لي عبر الهاتف.. تُرجمت إلى مقالات وآراء وتعقيبات تُنشر في هذه الجريدة وتُثري الموضوع وتقف على الحقيقة.. فالقضية بالفعل.. تستحق المعالجة والاهتمام وتسليط الضوء.. ونحن نحتاج إلى أن نسمع رأي الخطباء وحضور خطبة الجمعة والمهتمين بها.
** القضية.. تستحق أن نفتح فيها حواراً.. بدلاً من أن نسمع أو نقرأ كلام مَنْ يتهم الخطباء فقط.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved