* الرياض - الجزيرة (القسم الاقتصادي):
أكّد الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس الغرفة التجارية بالرياض ورئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني للولايات المتحدة الأمريكية التي جرت مؤخراً تعتبر ناجحةً بكل المقاييس وهي أنجح زيارة تمت في الوقت الحديث كما أنها أوضحت أن علاقة البلدين مهمة جداً ستفتح الباب لمزيدٍ من العلاقات على مختلف الأصعدة خصوصاً أن المملكة والولايات المتحدة هما في ثنائيات شراكة قوية وبارزة سواءً على مستوى المنطقة أو على المستوى العالمي.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته (الجزيرة) مع الشيخ الجريسي في القسم الاقتصادي وفيما نص الحوار:
****
* زيارة سمو ولي العهد الذي قام بها مؤخراً للولايات المتحدة كيف تتوقع نتائجها وتأثيرها على عودة رجال الأعمال السعوديين للاستثمار داخل الولايات المتحدة خصوصاً أن الاستثمارات السعودية في أمريكا قد انخفضت والعكس خلال السنوات الماضية وتحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر؟
- زيارة سمو ولي العهد - حفظه الله - تعتبر بكل المقاييس أنجح زيارة تمت في الوقت الحاضر، فهذه الزيارة وما تابعناه من اجتماعات ولقاءات أعادت للوفد السعودي والمسؤولين في الولايات المتحدة قناعة بأن العلاقات بينهما مهمة جداً وهي علاقات شراكة وصداقة وتعاون ونتيجة الزيارة ستفتح آفاقاً واسعة جداً في مجال التعاون بين المملكة والولايات المتحدة خصوصاً إذا ما علمنا بأن هذه العلاقة مستمرة منذ 70 سنة وهي علاقات متميزة جعلت المملكة شريكاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة وجعلت الولايات المتحدة أكبر شريك للمملكة.
* هل تتوقع عودة لرجال الأعمال السعوديين لأمريكا؟
- لا شك أن رجال الأعمال السعوديين لديهم خبرة ثرية في التعاملات الدولية ولديهم من القدرة على التحرك بحكم التجارب الكبيرة بحيث يستطيعون الآن التعامل مع أمريكا بنفس الروح السائدة.
* كان هناك مطالب لرجال الأعمال حول الزيارة ونتائجها لذلك تم تشكيل لجنة تدرس هذه المتطلبات.. ما مرئياتكم حول اللجنة؟
- لا شك من الأمور التي نجدها كمجلس غرف وكرجال أعمال أن من أهم الأمور أن تكون الإجراءات من زيارة رجال الأعمال أو ممثلين لشركات مهمة أن يكون دخولهم للمملكة سهلاً حتى لا نفقد ميزتنا وهي أن المملكة شريكٌ مهمٌ للكثير من دول العالم.. إذا لم يحصلوا هؤلاء الممثلين ورجال الأعمال الأجانب المستثمرين في المملكة على الفيزا بشكلٍ ميسر فإنهم يتعاملون معنا عن طريق أطراف ثالثة.
* هل لمستم تفاعلاً حول هذا الموضوع؟
- نحن قدمنا اقتراحاً لمجموعة من الدول الشريكة والمهمة أن تكون زيارتهم للمملكة بإعطائهم الفيز عن طريق المطارات السعودية وبالتالي هذا التيسير يخدم الاقتصاد السعودي ويخدم العلاقات مع دولهم ودول أخرى.
* البيان الختامي المشترك السعودي- الأمريكي في زيارة سمو ولي العهد الأخيرة لأمريكا احتوى على أن المملكة اقتربت للانضمام من منظمة التجارة العالمية.. ما توقعاتكم لحجم المكاسب التي يمكن أن يحققها رجل الأعمال السعودي من الانضمام؟
- حقيقة المكاسب ليست فقط لرجل الأعمال وإنما للمملكة أيضاً عما يكون داخل المنظومة وليس خارجها ولدينا من العوامل للدخول أكثر من العديد من الدول الموضوع موضوع نقاش ولعل الأمور السياسية أثرت عليه بالكثير الآن بعد الاتفاق السعودي- الأمريكي وما حمل في طياته العديد من الأمور التي اسعدتنا من الجانب الأمريكي وأن المملكة هي شريك مهم وأن الدخول في المنظمة سيتم نهاية السنة.
لكن المنظمة فيها سلبيات وإيجابيات على الاقتصاد، فرجل الأعمال السعودي إذا كان عنده العمل أو المنتج الذي يصل به السوق العالمي وبالتالي المنافسة العالمية سيكون له المناخ الملائم بعد الانضمام وأهم من ذلك المملكة تعتبر أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط لذلك لابد من الانضمام.
* بخصوص المنتديات الاقتصادية في المملكة مثل المنتدى الاقتصادي الذي أقيم مؤخراً في جدة أو الذي سيُقام بمشيئة الله في الرياض كيف ترون مدى آثار هذه المنتديات الاقتصادية؟
- بالنسبة للمنتدى الاقتصادي الذي تم في جدة سيكون المنتدى الاقتصادي في الرياض مكملاً له فنحن نعمد إلى أن تكون هذه المنتديات مكملة لبعض فمنتدى الرياض يسلط الضوء على الأمور والهموم المحلية الاقتصادية والاستثمارية والصناعية وغيرها التي تشغل بال رجال الأعمال في المملكة أو المسؤولين وبإذن الله هذا المنتدى القادم سيواصل طرح الأمور التي تخدم الاقتصاد وتخدم في النهاية المملكة.
* هل هناك مشروعات اقتصادية قائمة مقدمة من رجال الأعمال؟
- هناك مركز الرياض للمعارض الدولية الذي وضع حجر الأساس له صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ويبلغ تكلفته 150 مليون ريال وسيكون جاهزاً خلال السنة ونصف السنة القادمة أيضاً هناك مقر مجلس الغرف التجارية الصناعية الذي وضع حجر الأساس لهذا المقر صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وتبلغ تكلفته 65 مليون ريال.
ويوجد أيضاً شركة التمويل العقاري التي تناقش الآن مع وزارة المالية وسترى النور خلال الثلاثة شهور القادمة للإعلان عنها برأسمال يقارب المليار ريال.
وأيضاً سيتم طرح عدد من شركات التأمين للاكتتاب.
* سمعنا مؤخراً أن الغرفة ستطرح ضوابط للمساهمات العقارية.. هل هناك توجه للغرفة بتقديم لوائح أو أنظمة حول هذا الموضوع؟
- أصبح من الضروري بعد ظهور بعض الأخطاء أو المشاكل في الشركات المساهمة العقارية بالتالي لابد من ظهور تنظيم تشترك فيه الغرف التجارية ووزارة التجارة والصناعة ووزارة المالية وهيئة سوق المال.. لذلك لابد أن تكون هناك ضوابط بحيث لا تتأثر المساهمات.. لذلك سنقدم اقتراحاً للجهات المعنية لمعالجة الموضوع الذي متى ما تم حمله سنستطيع كسب رؤوس الأموال بدلاً من ذهابها إلى خارج المملكة.
* ما الجديد في نظام المناقصات؟
- أعود وأكرر أن التسهيلات والابتعاد عن التعقيد سيعمل على نمو وانتعاش الاقتصاد السعودي وازدهاره والإبقاء عليه داخل المملكة خصوصاً أن رؤوس الأموال المهاجرة تبلغ قرابة الـ 800 مليار ريال، لذلك نسعى لإقامة نظام سهل وميسر بعيداً عن التعقيدات للإبقاء على رؤوس الأموال وجعلها تخدم الاقتصاد في الداخل، فالمسؤولون يعون مدى أهمية هذا الموضوع ومعالجته ومحاولة الحد من رؤوس الأموال التي تخرج.
* قامت الغرفة مؤخراً بإنشاء لجنة مختصة بدراسة سوق العمل.. ما الهدف من تشكيل هذه اللجنة خصوصاً أن اللجنة انشئت في الفترة التي ننتظر منها صدور نظام جديد للعمل والعمال؟
- الأساس في هذا هو وجوب إعطاء الفرصة للشباب السعودي من قِبل رجال الأعمال. وبالتالي لابد أن نعمل على إيجاد صيغة لنظام العمل يخدم جميع الأطراف، أيضاً لابد من إيجاد صيغة للدورات التدريبية والمهنية التي تطرح وفيما يخص نظام الشركات نجد أن وزارة التجارة تعمل كل ما يسهل الإجراءات منها على سبيل المثال السجل التجاري ومركز خدمات رجال الأعمال أيضاً مركز خدمات السيدات، هذه المراكز تقدم أفضل الأجواء لرجال وسيدات الأعمال لخدمتهم بالشكل الملائم والمناسب بما يهدف إلى المصلحة العامة.
اتى هذا الحوار مع الشيخ عبدالرحمن الجريسي خلال الزيارة التي قام بها للقسم الاقتصادي في صحيفة الجزيرة الاثنين الماضي.
| 
"الاقتصادية"