المحافظون يبحثون عن زعيم شاب جديد
خبراء: بلير لن يمضي في منصبه أكثر من عامين على أقصى تقدير

  * لندن - طلال الحربي:
يعتبر بعض الخبراء إن بلير قد يتخلَّى عن منصبه في فترة تتراوح بين أشهر قليلة وثلاث سنوات، وقال ريتشارد بروكس الباحث بمركز السياسات العامة البريطاني إن بلير لن يمضي في منصبه أكثر من عامين على أقصى تقدير، حيث يشعر الحزب أن المقاعد التي فُقدت في انتخابات الخميس جاءت بسبب قراره الحرب على العراق. وقال بلير بتواضع متعمد في بداية ولايته الثالثة المتتالية في الحكم وهي سابقة بالنسبة لزعيم عمالي، (لقد أصغيت وتعلمت، موضحاً أنه سوف يركّز دونما هوادة على أولويات البريطانيين خلال الفترة الثالثة لحكومته التي تحتفظ بغالبية مطلقة في مجلس العموم منذ عام 1997 وبعد حملة انتخابية سممتها المواقف من الحرب على العراق، فقد حزب العمال ستين مقعداً مقارنة مع العام 2001 وهي نتيجة تعود خصوصاً إلى تراجع شعبية بلير منذ هذه الحرب.
وأعتبر أيان بيج من المعهد الاقتصادي في لندن أن نتائج انتخابات الخميس تؤكِّد أن رئيس الوزراء تلقى الصفعة التي كان الجميع يعرفون أنه سيتلقاها، مؤكِّداً أن العراق كان عاملاً أساسياً في ذلك، حيث خسر توني بلير ثقة الشعب واضطر وزير الخزانة جوردون براون لإنقاذه. وتواجه الحكومة الجديدة لبلير والتي أعلنت تشكيلتها الكاملة أمس الاثنين تحديات عديدة على رأسها المصادقة على الدستور الأوروبي المقرر إجراء استفتاء بشأنه في العام 2006 وزيادة الضرائب شبه الحتمي لتمويل برنامج طموح لتحديث الخدمات العامة (الصحة والنقل والتعليم وغيرها).
ومن المقرر أيضاً أن تتولَّى بريطانيا خلال عام 2005 الجاري رئاسة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى خلال قمة تعقد في جلينيجيل في اسكتلندا من السادس إلى الثامن من يوليو المقبل، وكذلك رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر اعتباراً من يوليو أيضاً.
فيما أكَّدت مصادر مطلعة في حزب العمال الحاكم أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعكف حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومته الجديدة التي أعلنت كاملة أمس الاثنين بعد أن تم الجمعة الإعلان عن التشكيلة الرئيسية التي تضم أعضاء مجلس الوزراء البالغ عددهم 23 وزيراً.
ومن المعروف أن النظام الوزاري في بريطانيا يقسم الوزراء إلى نوعين: أعضاء في مجلس الوزراء (سنيور)، وأعضاء أقل لا يتمتعون بحق حضور جلسات مجلس الوزراء (جونيور)، وقد أعلن بلير الجمعة تشكيلة الوزراء الكبار فيما يقوم حالياً باختيار بقية الوزراء الآخرين.
في ذات الوقت، يواجه حزب المحافظين المعارض عملية اختيار زعيم جديد بعد أن أعلن مايكل هيوارد عن اعتزامه التنحي عن منصبه وإتاحه الفرصة لجيل الشباب لتولي المسؤولية عن الحزب الذي يعد الأعرق في بريطانيا والذي تعود جذور تأسيسه لأكثر من خمسة قرون، وذلك رغم فوز حزبه بواحد وثلاثين مقعداً إضافياً في انتخابات الخميس.
وقال هيوارد إن سنه لم تعد تسمح له بقيادة الحزب في الانتخابات القادمة المقرر أن تعقد في نوفمبر من العام 2008 ، حيث سيبلغ في حينها 67 عاماً أو أكثر.. وأنه سيتنحى عن القيادة إن عاجلاً أو آجلاً.