*الرياض - شيخة القحيز استضاف المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض في ملتقاه الشهري لصفر 1426هـ، الشاعر والناقد د. حسين علي محمد الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد أدار اللقاء الشاعر د. صابر عبدالدايم وحضره حشد من المثقفين والأدباء وجمهور محبي الأدب الإسلامي. عطر البدايات شكر الشاعر والناقد د. حسين علي محمد رابطة الأدب الإسلامي العالمية لدعوته للتحدث عن تجربته الأدبية في الشعر والنقد، ثم وقف بنا مع بداياته الشعرية حين تعرف على الأدب من شعر وقصص وبدأ يقرأ في دواوين شعر (القروي، والماحي) وعشرات القصص لكامل الكيلاني، وبعد عامين اكتشف قدرته على الشعر وهو في الصف السادس الابتدائي إذ ألف بيتين من الشعر الغزلي، ثم نشر قصيدتين: (زنجي من أمريكا)، و(رسالة من آنسة) في مجلة (صوت الشرقية)، وقد هزه فوزه بمسابقة الشعر التي أعلنتها هذه المجلة للأدباء الشباب في الشعر والقصة، بالترتيب الأول وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره عام 1966م. وبعد تخرجه من الجامعة احتكر الفوز بالجائزة الأولى في مسابقات رعاية الشباب وقصر الثقافة لمدة ثمانية أعوام من (1973 - 1981م). المسرحية الشعرية بيّن الشاعر د. حسين علي محمد أن أولى تجاربه مع المسرح الشعري كانت عام 1975م بمسرحيته التي بعنوان: (الرجل الذي قال) وهي مسرحية واقعية، وقد فازت بمسابقة (مسرح الشباب) بالجائزة الأولى لعام 1977م، وكتب بعدها خمس مسرحيات شعرية وهي: (الباحث عن النور: أبو ذر الغفاري) (1977م)، و(ملك وثيران) 1984م، و(بيت الأشباح) 1988م، و(محاكمة عنترة) 1988م، و(الزلزال) 1992م وقد لجأ إلى التاريخ في المسرحيتين الأولى والثالثة. ومن المسرحيات التي يعتز بها (الفتى مهران 99) وقد حاول في هذا النص أن يقدم رؤيته حول القهر الاجتماعي والفكر التسلطي في منظومة العالم الثالث في آخر أعوام القرن العشرين. وقد كتبت دراسات عديدة عن مسرحياته. سبعة دواوين شعرية ويرى الناقد الشاعر د. حسين علي محمد أن الشعر العظيم هو ذلك الشعر الذي يحتفظ بالبساطة والتلقائية، والتي تعني قمة الإحكام الفني دون تصنع! ثم ذكر ما أصدره من دواوين شعرية مستعرضاً تجربته الثرية في هذا المجال، فالبدايات كانت بديوان (حوار الأبعاد الثلاثة) وهو مشترك مع الشعراء: محمد سعد بيومي من مصر، ومصطفى النجار، وسمير ددم من سورية، وفي عام 1977م أصدر ديوان (السقوط في الليل) عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، ثم ديوان (ثلاثة وجوه على حوائط المدينة) عام 1979م، وفي عام 1980م صدر ديوان (شجرة الحلم) بمقدمة للناقد المعروف د. علي عشري زايد، ثم جاء ديوان (الحلم والأسوار) عام 1984م، ثم ديوان (الرحيل على جواد النار) أما آخر دواوينه الشعرية فهو بعنوان (حدائق الصوت) الصادر عام 1993م الذي يعد من أفضل دواوينه. وشعر د. حسين علي محمد يتسم بالجمال في الصور، والانسيابية في الإيقاع، والقدرة الجلية على الاستفادة من التراث، والتناص من القرآن الكريم، وهو مع ذلك لا يبتعد عن البساطة، واجتراح همومه الذاتية من خلال الواقع الاجتماعي الذي يعيشه. كما أن شعره بحاجة إلى وقفات نقدية تجلو فنيته الراقية، ومضامينه المشرقة، رغم كتابة الكثيرين عنه. تجربته النقدية أ - أشياء في النقد: تحدث د. حسين علي محمد عن تجربته النقدية فقال: إن ما يشغلني في النقد خمسة أشياء: 1 - الكتابة عن المجهولين: وهم الذين تجاهلتهم الحركة الأدبية، أو مجهولين مثل: (عوض قشطة: حياته وشعره) وهو أول كتاب عن هذا الشاعر البقال المبدع الذي ظل فلاحاً لم يتعلم. وفي هذا المجال كتب عن الشاعر (محمد العلاني) وجمع قصائده المتناثرة في (الرسالة) و(الثقافة) و(الموظف) وأصدرها في كتاب بعنوان (شعر محمد العلاني: جمعاً ودراسة) عام 1993م. 2 - الكتابة في جوانب فنية متميزة في الفنون الأدبية المختلفة، وله فيها ثلاثة كتب: (البطل في المسرحية الشعرية المعاصرة) رسالة دكتوراه 1990م. ثم كتابه الثاني: (جماليات القصة القصيرة) عام 1996م، ثم كتاب (صورة البطل المطارد في روايات محمد جبريل). 3 - الكتابة في الأدب الإسلامي: وله كتابان في هذا المجال هما (القرآن ونظرية الفن) و(كتب وقضايا في الأدب الإسلامي)، كما له عدة بحوث نشرت في الصحف والمجلات المتخصصة. 4 - الكتابة عن أدباء الجيل: إذ كتب عن عشرات الأدباء. 5 - الأخذ بأيدي الأدباء الطالعين، فراجع عشرات الكتابات الأولى لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأخذ بأيديهم، ونشر لبعضهم في مجلة (الأدب الإسلامي) و(الحرس الوطني) و(المسائية) وقد كتب للمسائية مقالة مطولة بعنوان: (براعم الشعر في جامعة الإمام)، كما أشرف على باب (الأقلام الواعدة) في (الأدب الإسلامي) لعشر سنوات، وقدم المواهب الشابة الجيدة. ويشرف الآن على ملتقى الأدباء الشباب الذي يقام شهرياً في الأربعاء الثاني من كل شهر هجري، وينقد النصوص المقدمة من خلاله وتوجيه أصحابها فنياً وموضوعياً. هذا وقد تجاوزت إصداراته في أصوات معاصرة مئة وخمسين كتاباً. ب - الأدب الإسلامي: في شعره يطرح الهموم الإسلامية والوطنية، وفي عام 1976م فاز بحثه (نظرة إسلامية للصراع الدرامي والشخصية في الأدب المسرحي) بالجائزة الأولى في المسابقة التي نظمتها دار البحوث العلمية بدولة الكويت، كما ألقى هذا البحث نفسه في الندوة العالمية الأولى للشباب الإسلامي بالرياض. خمسة مقاطع من ملحمة عنترة وفي ختام اللقاء أنشد الشاعر د. حسين علي محمد مقاطع من قصيدته (خمسة مقاطع من ملحمة عنترة) التي كان لها وقع جميل في نفوس الجمهور من خلال صورها وتراكيبها ورموزها الشفافة، واستنهاضها لأصالتها وتراثها وأمجادها، كما شدا قصيدة (أيها النهر) في رثاء أبيه التي أترعت بالحزن، والأشجان، والوفاء لنبض الأبوة الحانية. ثم دار حوار زاخر فتح آفاقاً واسعة للفكر والأدب شارك فيه د. عبدالقدوس أبو صالح، ود. سعد أبو الرضا، ود. وليد قصاب، ود. أحمد السعدني، ود. أحمد السالم، ود. ناصر الخنين، ود. حمدي حسنين، ومحمد العقدة، وسعيد عاشور، وسعد جبر، وسعود الرشود، وعيسى محمد وغيرهم. وقد أعرب د. عبدالقدوس أبو صالح رئيس الرابطة عن إعجابه بما قدمه ضيف الملتقى في الإبداع والنقد وشكره، كما شكر الحضور لمشاركتهم الفاعلة بالمداخلات القيمة.
|