أمْرُنا.. في الشرق..جدُّ عجيبٌ * نحن قوْمٌ.. لا توسُّط.. بيننا * إذا مَدحْنا.. تجاوزنا * وإذا كرِهْنا.. شططْنا * وإذا أحببنا.. تولّهنا * وإذا قلنا.. أسْرَفنا * وإذا خاصَمنا.. فجرنا * عندما كان البعض.. ماركسياً.. كان ماركسياً.. أكثر من ماركس ولينين، وستالين.. مجتمعين وراح البعض مثلاً، يبيع على شكل مضحك، فكرة أن نظام جمهورية اليمن الديموقراطي (اليمن الجنوبية.. حينذاك).. هو النظام.. النقي.. الطاهر من اوشاب.... الزندقة.. العقائدية البرجوازية، وانه هو النظام النموذج.. ولم يكن يقبل أحدٌ من الأنصار، انتقاداً أو مراجعةً، حتى لو كانت، انتقادات ماركسية، وقد كان الظن حينذاك أن ماركس لو كان حيا، لابتعثته أمه، أو أصدقاؤه، إلى هذه الجمهورية، حتى يأخذ دروساً في الماركسية. * وعندما كان الكثير منا.. ناصرياً.. كان.. ناصرياً.. أكثر من عبدالناصر، وارتكب.. البعض باسم عبدالناصر.. جرائم.. يتبرأ منها عبدالناصر.. وقاموا بحماقات.. سيضحك عليها.. لو كان بيننا.. وعندما كان عبدالناصر، يتفاوض مع (روجرز) وزير الخارجية الأمريكي في إطار، ما كان يسمى، بمبادرة (روجرز)، لعنُوه، ورجموه بألسنتهم، وكادوا يخرجون، عبدالناصر، من ناصريته، وأن يغيروا له اسمه، ويُلغوا، شهادة ميلاده، ويزوروا له، ولمبادئه، شهادة وفاة وتصريح دفن. * عندما.. نخوض في القضية الفلسطينية، نخوض فيها، ونتحمس لها.. أكثر من الفلسطينيين. * راح البعض، من العرب، يفتي في الشأن الفلسطيني، وينتقد السلطة الفلسطينية، أو الجماعات الفلسطينية المختلفة، ويقترح الحلول.. والمسارات. ولم يعد.. يعجبنا في الأمر شيء. * عندما كانوا يرفضون.. غضبنا من قِصَر نظرهم، وانعدام المرونة لديهم، وغياب القرار الفلسطيني المستقل. * وعندما، ذهبوا، وفاوضوا، سرّاً.. وعلناً. أخذنا على خاطرنا.. من (هرْولتهم)، واستقلاليتهم، بقرارهم. * كنا نقول لهم خذوا.. وطالبوا غضباً.. عندما أخذوا، وغضبنا عندما.. طالبوا.. وراح.. البعض منا.. يقذفهم بالحجارة.. من خلف بيوتنا الزجاجيّة. * الشرق.. عموماً.. والشرق العربي، خصوصاً.. لديه مرض الحكّة السياسية.. والإيديولوجية. وهناك إحساس.. دائماً.. بأن شيئاً.. (يأكُلنا)، ولكن بدلاً من أن (نهرُش).. أنفسنا.. نبادر إلى (هرْش) الآخرين. * والمشكلة.. أن (هرْش).. الآخرين.. لا يذهب بالحكّة.. ولا يجعل الآخرين أكثر تفهماً.. للموضوع. وهكذا يستمر.. الشعور بالضيق، ويستمر (الهرْش)، وتظهر المشاكل.. والخلافات.. * هذه (الارتكاريا) السياسية والفكرية.. انعكاسٌ للمواقف والسياسات.. الانفعالية.. المتطرفة. * لايزال المشرق العربي، يهرُش، ولا تزال (الحكّة) موجودة والآخرون.. يصرخون من (هرْش) لا يرون له مبرراً ولا يشعرون أن له سبباً.. إلا رغبة زملائهم، في (زعزعتهم).. وإيذائهم، وتعكير أمزجتهم.
|