في مثل هذا اليوم من عام 1954 قاد الجنرال ألفريدو ستروسنر انقلابا عسكريا ناجحا في بارجواي وصل به إلى السلطة في البلاد ليظل رئيسا لتلك الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية حتى عام 1989م، ولد ديكتاتور بارجواي الراحل في الثالث من نوفمبر عام 1912لعائلة مهاجرة من أصل ألماني. التحق بالجيش في بارجواي عام 1932 وشارك في حرب شاكو خلال الفترة من 1932 حتى 1935م، تدرج في المناصب القيادية بالجيش حتى وصل إلى رئاسة أركان الجيش البارجواني وهي أي منصب عسكري في القوات المسلحة عام 1951م. وشهدت بدايات الخمسينيات حالة من عدم الاستقرار في بارجواي وغيرها من دول أمريكا اللاتينية حيث كانت كوبا على صفيح ساخن وكذلك نيكارجوا وغيرهما. انتهز الجنرال ألفريدو هذه الظروف ودبر انقلابا عسكريا عام 1954 أطاح بالرئيس فيدريكو شافيز وأصبح هو رئيسا للبلاد واحتفظ بالرئاسة إلى جانب قيادة الجيش من أجل ضمان إحكام قبضته على الحكم، وبالفعل نجح في البقاء في السلطة لمدة 35 عاما تقريبا قضى خلالها على كل أشكال المعارضة من خلال اعتماد القبضة الحديدية والحكم الديكتاتوري الصارم مع ارتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية في حق معارضيه. خاض ثمانية انتخابات رئاسية شكلية كان يفوز بها جميعا في سنوات 1958 و1963 و1973 و1978 و1983 و1988 ليصبح أطول حاكم يبقى في منصبه في أمريكا اللاتينية قبل أن يتفوق عليه فيدل كاسترو رئيس كوبا الذي قاربت سنوات حكمه على النصف قرن ورغم ذلك فقد نجح الرجل في تنفيذ بعض المشروعات المهمة مثل: سد آيتياب المائي على نهر باران لتوليد الكهرباء حيث أصبحت محطة الكهرباء في هذا السد أكبر محطة كهرباء مائية في العالم ورغم نجاحه في البقاء بالسلطة نحو 35 عاما فإنه شرب من نفس الكأس الذي سقى منه سلفه فيدريكو حيث أطيح به في انقلاب عسكري عام 1989 ليضطر في النهاية إلى الرحيل عن البلاد والحياة في المنفى.
|