نعلم جيداً أنّ حكومتنا الرشيدة لا تألو جهداً في توفير متطلبات مواطنيها ولا سيما في قطاع التعليم، ولكن قد تعاني بعض المدارس من نقص في بعض المتطلبات والاحتياجات الضرورية، والذي قد يؤدي عدم توفرها إلى الخلل في العملية التعليمية، وإلى التأخر في تدريس بعض المواد وخصوصا المواد العملية مثل التدبير المنزلي والتفصيل والخياطة، وذلك بسبب عدم تجهيز الغرف المخصصة حيث كانت هذه الغرف غرف صف عادية بدلاً من أن تكون ورش عمل متكاملة، مما استوجب تدريس هذه المواد نظرياً فقط، فأفقدت المادة أهميتها وعادة ما يكون هذ النقص في المدارس المستأجرة التي صممت أصلاً لتكون سكناً منزلياً خاصاً. ونظراً لتدريسي لإحدى المواد العملية في إحدى المدارس ذات المباني المستأجرة، فقد عانيت وعانت المدرسة من هذه المشكلة، فكان لزاماً علينا البحث عن حل لسداد احتياجات هذه المدرسة، ليتواصل العطاء وتتحقق الأهداف المنشودة، فقمنا بالاستعانة بالمدارس القريبة والطلب لسد بعض الاحتياجات الضرورية، وذلك لتحويل غرف الصف العادية إلى ورش عمل مثل ماكينات الخياطة وطاولات التفصيل وفرن وثلاجة وغيرها من الأثاث، وكان ردهم أنهم يفتقدون بعضها، وأنهم لا يستطيعون مساعدتنا، وفي هذا الوقت أخبرتنا مديرة المدرسة أنه يوجد مستودع يسمى (مستودع الرجيع) بالناصرية، يوجد به أثاث مستعمل يمكن أن يسد الكثير من الاحتياجات، ولكن كان انطباع المديرة غير جيد عن هذا المستودع، لأنه لا يخدم بالوجه المطلوب .. فتوجهت إلى المستودع للاستفادة بمقتنياته من متطلبات المدرسة. وعندما دخلنت المستودع دهشت كثيراً من وضع المستودع، وجدته مساحة كبيرة مكشوفة في الهواء الطلق وهي أشبه بالمزرعة المهجورة، تحتوي على عدد هائل من الأثاث المدرسي المتراكم فوق بعضه البعض حيث يشكو من سوء التخزين، لأنه كان معرّضاً للشمس والأمطار والغبار، وقد أدى ذلك إلى تلف الأثاث بشكل كبير، مما أفقد هذا المستودع أهميته المرجوة منه ليشكل هدراً لأموال الدولة .. لذلك أرجو من المسؤولين النظر في موضوع هذا المستودع وحفظ ممتلكاته بشكل يمكن الاستفادة منه ولا يكون مرتعاً للقطط .. بل ليصبح على اسمه رجيعاً للمدارس المحتاجة ,, والله من وراء القصد.
هيفاء سليمان معلمة اقتصاد منزلي |