حمى الوجبات السريعة

وقعت صورة قديمة في يد الكاتب الكويتي سليمان الفهد.. كانت الصورة تجمعه وعدد من زملائه في المدرسة.. ولاحظ أن الجميع رشيقون كقلم الرصاص وعود الكبريت أو عصا المعلم!
وقد اطلع على الصورة أطفال الأسرة فانفجروا من الضحك و(لعلعوا) بالسخرية المرة قائلين: عسى ما شر.. هل تعانون من مجاعة؟
إن طلعاتكم الهزيلة تضاهي الصور التي يبثها التلفزيون عن البشر الذين يكابدون الشح في الماء والغذاء بإفريقيا المبتلاة بالجوع!
قال الفهد: هكذا كنا.. ولكن مع نمط الحياة الجديد أصبحنا نعاني من السمنة..
في الماضي كان إيقاع الحياة اليومية مترع بالنشاط والحيوية والحركة، فالتلميذ يذهب إلى المدرسة ويعود منها ماشياً، وهو يفعل ذلك طوال السنة الدراسية لا يمنعه حر الصيف ولا قر الشتاء!
كما أن المدارس فيها نشاطات وألعاب رياضية حيث يمضون سحابة نهارهم بحيوية ونشاط دائمين.
وفي الشارع: كانت الألعاب الشعبية شديدة الحضور في كل الأحياء.. وجل هذه الألعاب يعتمد على الحركة.. جري وقفز وكر وفر!
وكان واحدنا يتحلق مع الأسرة حول سفرة الطعام جائعاً مقبلا على أكل الوجبة المعدة في المنزل بشهية مفتوحة لأنه لم يكن هناك أكلات بين الوجبات..
أما اليوم فهناك أكلات متعددة قبل الوجبات وبعدها ومعظمها وجبات سريعة تعد في المطاعم.. ولا يوجد نشاط وحركة.. فانتشرت السمنة.