إذا كتب أحد الأدباء رواية وجعل المصادفة تلعب دوراً مهماً في حياة بطلها بحيث تغير مجرى حياته فإن النقاد يسقطونها من حسابهم. الأديب عبد الوهاب الأسواني يرى ذلك أيضاً ويقول: معهم حق على هذا الكاتب أن يأخذ أدبه مأخذ الجد أو فليبحث لنفسه عن مجال آخر يشغل نفسه به بدلاً من أن يصدع رؤوسنا بهذه (الحلول) السهلة! ذلك لأن العمل الروائي ورغم أنه يصور حياة الناس بكل ما فيها من مصادفات فإن كاتبه مطالب بما يسميه النقاد الحبكة الأدبية التي تعادل الإقناع. أي أن الكاتب ملزم بأن يجعل كل موقف في الرواية يؤدي إلى موقف آخر بطريقة شبه رياضية بحيث يستبعد المصادفة تماماً. لكن لو تأملنا الحياة من حولنا فسوف نجد المصادفات تلعب دوراً كبيراً في حياة الناس.
|