خرج علينا أحد شعراء العامية ذات يوم عبر شاشات التلفاز وقال: كتابتي للقصيدة أشبه بحالة الولادة. والتقط كلماته مراهق في أعماقه إعجاب كبير بذلك الشاعر.. فقرر وهو بعد طالب في المرحلة الثانوية أن يحذو حذو شاعره المفضل.. وحدد يوما لذلك.. وفي اليوم الموعود.. لم يذهب للمدرسة.. وغلق الأبواب وبدأ التمخض فولد كلاما مرسلاً كتبه على عمودين وطار به فرحاً كما تفرح أي أنثى بأي مولود حتى ولو كان كسيحاً.. وفي اليوم التالي.. استقبله المعلم مستفسراً عن سبب الغياب فأجاب بثقة: كنت في حالة ولادة؟! كذب المعلم سمعه.. ولكن الطالب استطرد بتأثر: لقد كانت ولادة متعسرة!! وأطلق المعلم ساقيه للريح وهو يقاوم صيحة ذعر هائلة.
منصور العتيق |