يُروى عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أنه قال: إذا جاءك من يريد تعلم النحو في ثلاثة أيام فلا تقل له إن هذا غير ممكن فتفل عزيمته وتكسر همته ولكن أقرئه وحبب إليه النحو فلعله إذا أنس به واظب على قراءته. يقول الطنطاوي: قرأت مرة أن مجلة انجليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الآداب وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيّمة فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت: إنه التشجيع! وقالت: إنها في تلك السن بعد تلك الشهرة والمكانة تدفعها كلمة التشجيع حتى تمضي إلى الأمام وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير. وكان الخليفة هارون الرشيد يغدق العطايا والصلات على طلبة العلم والعلماء حتى قال عبدالله المبارك: فما رأيت عالما ولا قارئاً للقرآن ولا سابقاً للخيرات ولا حافظاً للمحرمات في أيام بعد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيام الخلفاء الراشدين والصحابة أكثر منهم في زمن الرشيد وأيامه، لقد كان الغلام يجمع القرآن وهو ابن ثمان سنين ولقد كان الغلام يستبحر في الفقه والعلم ويروي الحديث ويجمع الدواوين ويناظر المعلمين وهو ابن إحدى عشرة سنة.
|