سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله - تعقيباً على ما نُشر في جريدتكم الغراء في عددها الصادر 11902 يوم السبت 21-3- 1426هـ، حول محاكمة مهربي الأطفال اليمنيين إلى المملكة فأثار في ذهني قصة حصلت لي مع طفلٍ يمني شاهدته عندما كنت خارجاً من مدينة أبها في العطلة الصيفية الماضية في إحدى المحطات الكبيرة على الطريق وتحديداً في أول الطريق، وقد كانت حالته رثّة جداً وكان يمتهن التسول في تلك المحطة ودار بيني وبينه حوار طويل. قلت له: أين تنام؟. قال: في الجبل على إسفنجة بالية وغطائي هو السماء. قلت له: كيف جئت؟. قال: مع أخي الكبير عن طريق التهريب، فأنا الآن مجهول. قلت: لماذا جئت؟. قال: الفقر والحاجة فقد أتيت لأتسول هنا لمدة 3 شهور أي فترة عطلة الصيف ثم أعود إلى دياري. قلت له: كيف ترجع إلى بلدك؟. قال: اذهب أنا وأخي عن طريق الجبال ونأكل من أيدي المحسنين الذين نمر بهم في الطريق وذلك لمدة أيام مشياً على الأقدام ثم نصل إلى باص ينقلنا لمدة 6 ساعات فقط ثم نكمل مسيرنا على أقدامنا حتى نصل إلى اليمن. وقال لي إن مدة رجوعه تستغرق 15 يوماً. على الرغم من أنني حزنت لحاله وحال كثيرٍ مثله إلا أنهم بعملهم هذا شوهوا تلك الأماكن وغيرها في المناطق السياحية.
عبدالكريم محمد المقبل/القصيم - بريدة/ص.ب 523 |